IMLebanon

6 شباط أو 7 أيّار؟  

 

 

لا شيء يحرّك الواقع اللبناني، المراوحة وتكرار الجلسات الهزليّة لانتخاب رئيس ستستمرّ لأنّ الجميع في لبنان لا يملك خياراً سوى تضييع الوقت في انتظار تلقّي صيغة ما من الخارج تشقّ الطريق المسدود، فيما الخارج مشغولٌ جداً إلى درجة أنّ أميركا تنقل دباباتها إلى أوكرانيا لعدم قدرة الألمان على توفيرها، العالم مزدحم جدّاً جدّاً بأحداث كارثيّة ولا وقت لديه لدولة لبنان الفاشلة والتي تثبت كلّ مرّة وبجدارة عالية أنّ قادتها مجموعة تجّار وقومسيونجيّة قادرون على المتاجرة حتى بالنّفس المتبقّي للبنانيّين، سواء تحت شعار الممانعة والمقاومة أو شعار السّيادة والتّغيير!!

 

لا حلول في لبنان، هذه هي الحقيقة الوحيدة التي تبدو ساطعة سطوع شمس كانون هذه الأيّام على غير عادة الشّتاء، حزب الله هو الّذي يعيّن رؤساء الرئاسات الثّلاث ومئة خطّ تحت هذه الحقيقة المرّة ولن يكون هناك خلاص للبنان ولا بقاء ولا وجود ولا استمرار إلا بخلاصه من سيطرة حزب الله وأجندته الإيرانيّة، وغير ذلك هو مجرّد كلام فارغ!!

 

لا حلّ ولا انتخاب رئيس سيحدث، هذه هي الحقيقة التي يرفض الجميع الاعتراف بها، والبلد متروك فريسة لأيّ اضطراب أمنيّ أو حدث دمويّ يقلب الوضع ويخلط الأوراق، وعلى اللبنانيين ـ وفي هذه المرحلة بالذات ـ أن يتذكّروا جيّداً أنّ التجربة مع حزب الله منذ ثمانينات القرن الماضي أفرزت أمراً واقعاً هو استطاعته أن يفرض على لبنان ودولته كلّ السياسات التي أرادها ونجح في فرضها منذ 6 شباط العام 1984 والانقلاب على الدّولة وإعادة الاحتلال السّوري على جثّة بيروت المحترقة والجيش المنقسم وصولاً إلى 7 أيّار العام 2008 الذي أنهى الطّائف وفرض تسوية الدّوحة  أقلّه في تجربة تعطيل انتخاب رئيس جمهوريّة للبلاد حتى رضخ الجميع وانتخبوا ميشال عون مرشّح حزب الله، والمؤسف أنّ الجميع مجدّداً متواطؤ على إضمار الصمت تجاه حزب الله والتّظاهر بأنّهم يناضلون من أجل انتخاب رئيس فيما هم يتلهّون بتقطيع الوقت وتمزيق ما تبقّى من لبنان وغضّ النّظر عن المتسبّب الحقيقي في معاناة الشعب وانهيار البلاد، مع العلم أنّ هذا الكلام لن يقدّم ولن يؤخّر عند حزب الله ولا عند إيران، ومخطّطها للبنان والمنطقة!

 

لم تترك إيران في المدى المنظور فعاليّة أو فرصة لأيّ دورٍ عربيّ ولا فرنسي أو أوروبي ولا أميركي في لبنان ولا في المنطقة، وإذا طرحنا على أنفسنا السّؤال: متى كنّا دولة مستقلّة؟ علينا أن نصدق أنفسنا في الجواب بأنّ للبنان تاريخ من العجز والسقوط  في قبضة احتلالات سواء أكانت مستورة أو معلنة، تاريخيّاً منذ كان لبنان، لطالما كان مختطفاً من جهة ما، ولطالما كانت حكوماته عاجزة عن اتخاذ قراراتها كدولة مستقلّة، وظهر لبنان ساقطاً تحت احتلالات عدة آخرها الاحتلال الايراني، من الخميني إلى الخامنئي وصولاً إلى اليوم، لطالما وُجِدَ في لبنان فريق يختطفه لصالح محاور ودول أخرى، مرّة في محور «عروبة» عبد الناصر، ومرّة حولوه إلى جبهة مفتوحة وساحة للميليشيات الفلسطينيّة، وأخرى أباحوه لجبهة الصمود والتصدّي التي تحوّلت اليوم إلى مسخٍ مشوّهٍ هو «محور الممانعة»!

 

لا حلّ، أخوف ما علينا أن نخافه أن يهتزّ أمن لبنان بـ 6 شباط أو 7 أيّار آخر، علينا أن نراقب جيّداً ما سيتمخّض عنه اجتماع أمس بين حليفيْ 6 شباط مار مخايل وتفاهمه المنهار وسط غياب دولي وعربي كامل عن المشهد اللبناني القاتل  والمقتول!