IMLebanon

التوازن الآخر داخلي

 

 

منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية في أواسط أربعينات القرن العشرين الماضي انتشر تعبير «توازن الرعب» بين الشرق والغرب، بقيادة الاتحاد السوفياتي السابق شرقاً، والولايات المتحدة الأميركية غرباً، ولكل منهما حلف يضم مجموعة من البلدان التي تدور في فلك هذا القطب أو ذاك من ثنائية القطبين، اللذَين تزعما العالم بقاراته وبدوله، يصولان ويجولان فيه كما تقتضي مصالحهما. وبالرغم من عوامل لا حصر لها، كانت تشير إلى احتمال نشوب حروب ميدانية مباشرة بين الجانبين، إلا أنهما تداركاها في المباشر (بسبب «توازن الرعب») وخاضاها بالآخرين التابعين لهما.

 

وتخوفاً من أي انفلات كبير، لا بل تداركاً لاندلاع حرب عالمية ثالثة نووية لا تبقي ولا تذر، ولأن الدمار الذي سينجم عنها سيكون هائلًا بسبب «توازن الرعب»، لم تنشب الحرب المباشرة، ولكن تولى «الجباران» إيقاد وتمويل عشرات الحروب عبر وكلائهما إما داخل البلد أو مع جيرانه، ودائماً تحت سيطرة واشنطن وموسكو…

 

وامتد تعبير توازن الرعب إلى ما بين حزب الله و«إسرائيل»… وهو كثيراً ما يتردد في الإعلام العبري في فلسطين المحتلة.

 

اليوم أدخل الدكتور سمير جعجع «توازن الرعب» بالمعنى السياسي بالطبع، بما نقل عنه من أنه يملك سلاحاً دستورياً هو تعطيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، للحؤول دون وصول أي مرشح رئاسي لفريق حزب الله وحلفائه.

 

طبعاً هذا «السلاح» ليس جديداً في لبنان، فقد استخدمه حزب الله في الانتخابات الرئاسية، ولم ينتهِ الفراغ الرئاسي، بعد نحو سنتين ونصف السنة إلا بوصول الجنرال عون إلى قصر بعبدا!

 

وهكذا سيكون «توازن الرعب الدستوري» في متناول الفريقين…

 

ولكن يطرح السؤال ذاته على رئيس حزب القوات اللبنانية: لماذا لا يحشد الحكيم الأكثرية النيابية التي تحدث عنها كثيراً في الأسابيع التي تلت نتائج الانتخابات العامة، ويوفر على البلاد والعباد فراغاً مميتاً؟!. أي أنه ليس مضطراً إلى تطيير النصاب، والعكس صحيح.

 

ومع اكتمال النصاب لن يفوز أي مرشح من الدورة الأولى، وفي الدورة الثانية يفوز مرشح الأكثرية التي قال جعجع إن فريقه حصل عليها… فهل من حل أسهل؟!.