IMLebanon

لا تُتْعِبوا أنفسكم… الحلّ في إيران!!!

 

 

لا أبالغ حين أقول إنّ كل الذي يجري من اجتماعات واتصالات ولجان ثنائية وثلاثية ورباعية وخماسية، كلها لن تؤدي الى نتيجة، ولن تسفر عن انتخاب رئيس جمهورية للبنان… يُعوّل عليها اللبنانيون كي تصل الى نهاية سعيدة في ملف الانتخابات الرئاسية، خصوصاً ان اللجنة الخماسية تجتمع فيها سفيرة أميركا وسفير فرنسا وسفيرة قطر وسفير السعودية والسفير المصري.

 

ولو أُخذ كل سفير وحيداً، نرى ان السفير الوحيد الذي تملك دولته اتخاذ أي قرار، وتستطيع أن تنفذه هي أميركا فقط.

 

اما بالنسبة للسفير الفرنسي، فأشعر بأنه مغلوب على أمره، خصوصاً ان رئيس جمهورية فرنسا حاول منذ زمن بعيد مساعدة لبنان على تشكيل حكومة، وقال يومذاك «انتهى الأمر وتبقى بعض التفاصيل»، خصوصاً بعد لقائه مع رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» محمد رعد، وكأنّ القليل المتبقي هو أن لا تجري الانتخابات قبل وقتها… وبالفعل فشل الرئيس ايمانويل ماكرون في المساعدة على تشكيل حكومة في المرّة الأولى.. كذلك فشل في المرّة الثانية..

 

اما بالنسبة للسفير القطري، فهو إنسان محترم لا يصرّح إلاّ بما هو ضروري، لكنه يعمل بصمت وعنده كل الاستعداد لتقديم أي مساعدة لإيجاد حل، خصوصاً انه وبعد «الطائف» كما نتذكر بقينا حوالى السنة من دون رئيس جمهورية جديد بعد انتهاء عهد الفشل والطغيان اميل لحود، ويكفي ان ذلك العهد المشؤوم شهد مقتل واستشهاد الرئيس رفيق الحريري، وحين علم بالخبر ردّد غير مكترث: «زعران» طبعاً مع لدغته ولكن من دون مايوه أو سباحة.

 

قطر استطاعت أن تساعد على وصول ميشال سليمان الى الرئاسة، بعد رشوة ميشال عون بإعطائه محطة تلفزيون وصلت كلفتها الى 50 مليون دولار.

 

هذا الذي نعرفه، وهناك الكثير الكثير مما لا نعرفه… ولكن لا شيء يمكن أن يبقى سرّاً الى الأبد، وحين تأتي الظروف تنكشف أمور عدّة.

 

أما بالنسبة للسفير السعودي الذي أعلن ولي عهده انه لن يساعد لبنان طالما «الحزب العظيم» ممسك بقرارات الدولة اللبنانية… وهذا ما دعاني الى الاستغراب بسبب التناقض بين موقف ولي العهد وبين موقف سفيره في لبنان.

 

اما بالنسبة للسفير المصري، فنحن نعلم ان مصر مشغولة الى أقصى الحدود في القضية الفلسطينية، خصوصاً ان كل المشاكل اليوم هي في رفح التي تقع على حدود مصر. وعلى كل حال فإنّ السفير المصري يبدي كل الاستعداد للعب دور ايجابي في تقريب وجهات النظر، والموقف المصري من القضية الفلسطينية لا غبار عليه، وسيأتي اليوم الذي يتبيّـن فيه ماذا فعلت مصر من أجل القضية الفلسطينية.

 

على كل حال، هناك مثل شعبي يقول: «إنّ على الانسان أن يتعلم من التاريخ»، والتاريخ القريب لا البعيد يعرف ان الجنرال عون المشؤوم بقي ينتظر سنتين ونصف السنة حتى قبل السيّد حسن نصرالله أن يسمح بانتخابه رئيساً بعد معاناة طويلة والكثير من جلسات البرلمان حيث وصل العدد الى 46 جلسة من دون أي نتيجة، وفي كل استحقاق كان السيّد يقول: «إما أن تنتخبوا ميشال عون أو لا رئيس».

 

واليوم… التاريخ يعيد نفسه… ما يقوله السيّد هو الذي سوف يتحقق مهما حاول د. جعجع و»طفل الأنبوب» والجنرال الذي انتهت ولايته أن يزايدوا على بعض ويذهبوا في التطرّف الى أبعد حدود، وإلى طرح الفيدرالية وغيرها من مشاريع فاشلة.. الحل الوحيد ما تقوله إيران ونقطة على السطر.