IMLebanon

تنافس رياضي ” بين قطر وفرنسا والسعوديّة حول الملف الرئاسي تحت سقف “الخماسيّة”

 

تحرّك ناشط للدوحة بدعم أميركي… وكلمة السرّ الرئاسيّة مرتبطة بنتائج مفاوضات غزة

 

يتولى السفير المصري علاء موسى بلغة دقيقة، الادلاء بالتصريحات الرسمية عن حراك “اللجنة الخماسية”، التي استهلت جولتها الجديدة أمس بلقاء الرئيس نبيه بري، مستخدما عبارات وكلمات مختارة، لاضفاء اجواء ايجابية على مسار مهمتها في شان ملف رئاسة الجمهورية.

 

وفي اطار هذا الاسلوب الديبلوماسي الرفيع، تحدث من عين التينة عن الاشارة الايجابية التي دفعت “الخماسية” الى تكثيف تحركها، الذي سيشمل كل الكتل والاطراف السياسية دون استثناء، والتي لخصها بعنوان رئيسي هو “المرونة”. وأصحب كلامه عن هذه المرونة بالحديث عن خرق ملموس، يتمثل بقناعة الكتل السياسية بان “التوافق فيما بينها مهم”، ثم اضاف تفسيرا لهذه العبارة مفاده ” ان هذا التوافق معناه ان الجميع عنده استعداد للحوار والنقاش والتشاور، وصولا الى امر يتفق عليه الجميع”.

 

ولا شك ان السفير المصري بارع في الدعوة الى النظر للقسم الملآن من الكأس، وان توليه التصريح باسم اللجنة، يعكس موقع مصر ودورها المتوازن مع اطراف اللجنة، واضفاء اجواء وحدة الموقف فيما بينهم .

 

ومن المقرر ان يشمل حراك “اللجنة الخماسية” في الايام المقبلة الكتل السياسية كافة، قبل ان يغادر سفراء السعودية ومصر وقطر الى بلدانهم لقضاء باقي ايام شهر رمضان وعيد الفطر مع عائلاتهم واهلهم .

 

ومنذ ان بدؤوا حراكهم، لم يخف السفراء الخمسة اقتناعهم بان السبيل الى انتخاب الرئيس اللبناني هو في الحوار والتشاور والتوافق، وهذا ما سمعوه من بري في لقائهم الاول وما سمعوه منه امس، فخرجوا بالانطباع الايجابي نفسه من عين التينة. وعكس التصريح المقتضب لبري هذا الجو بقوله ” ان التوافق قائم على ضرورة انجاز التفاهم توصلا الى تحقيق الاستحقاق “.

 

ماذ يعني التوافق او التفاهم من خلال الحوار او التشاور؟ يقول مصدر نيابي مطلع ان الاحتكام الى الحوار او التشاور للتفاهم، يعني ان احدا من الاطراف لا يريد فرض رأيه او خياره على الآخرين، ويعني ايضا ان لا احد يستطيع ان يفرض شروطه مسبقا على الآخرين للذهاب الى الحوار او التشاور .

 

ويرى المصدر ان ما ادلى به السفير المصري في عين التينة، عبّر عن وجهة النظر التي يتفق او يتوحد عليها اعضاء “اللجنة الخماسية”، وعكس اعترافهم الصريح باهمية التوافق والحوار والتشاور لانتخاب رئيس الجمهورية. ويضيف ان اللجنة لم تتحدث عن مواصفات محددة للرئيس او هوية الرئيس، كما لم تدخل في البحث بما يسمى الخيار الثالث .

 

واذا كان السفراء الخمسة اتفقوا فيما بينهم على اجراء هذه الجولة الواسعة من اللقاءات مع الكتل السياسية والنيابية، فانهم في الوقت نفسه غير متفقين على الخيارات الرئاسية او على اسماء، والا لكانوا طرحوها مع بدء جولتهم .

 

ووفقا لمعلومات رشحت مؤخرا، فان هناك نوعا من التنافس والتزاحم بدأ يظهر بين قطر والسعودية وفرنسا في تحركات مستقلة ومنفردة، مع تأكيد كل منها الحرص على اطار عمل “اللجنة الخماسية” . وتقف مصر في نقطة متوازنة مع هذه التحركات، مركزة على القواسم المشتركة وتقاطعها، لتحقيق الهدف المنشود وهو انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان .

 

وتضيف المعلومات ان الجانب الاميركي يشجع قطر في حراكها الاخير والمستمر، انطلاقا من اعتبارات متعددة منها الدور البارز الذي تؤديه في مفاوضات غزة بغطاء اميركي ايضا. وهذا لا يعني ان واشنطن اعطت من الآن كلمة السر الرئاسية للدوحة، او انها لا تأخذ بعين الاعتبار موقع ودور الدول الاعضاء الباقين في اللجنة، لا سيما السعودية او فرنسا .

 

ويقال ان ” التنافس الرياضي” بين هذه الدول الثلاث، ظهر مؤخرا من خلال ما بدأته الدوحة من حراك جديد منفرد باتجاه الاطراف اللبنانية، والذي تندرج في اطاره زيارة المعاون السياسي لبري النائب علي حسن خليل الى قطر، والزيارات المرتقبة لعدد من قيادات او وفود اطراف سياسية اخرى اليها .وتقول المعلومات ان قطر لا تطرح في حراكها اليوم اسماء او صيغة جاهزة، لكنها تتحدث عن تفعيل تحركها ومرحلة ناشطة لمسعاها بشأن الرئاسة، يعول على نجاحها بعد التوصل الى وقف النار في غزة .

 

وعلى عكس المرحلة السابقة، اخذت السعودية مؤخرا زيادة تفعيل دورها بشان الملف الرئاسي، لا سيما من خلال اللقاءات التي اجراها ويجريها سفيرها في بيروت وليد البخاري مع قيادات واطراف ونواب، وربما ايضا من خلال الدور الذي يقال انه أداه في تشجيع كتلة “الاعتدال الوطني” على القيام بمبادرتها . لكن الرياض غير مستعجلة، ولا تريد ان تحرق اوراقها، وتحرص كما في السابق على الا تدخل في مسألة الاسماء بالوقت الراهن .

 

اما فرنسا، وعلى الرغم من تراجع زخم تحركها، فهي ما زالت تعمل على خطين : الاول من خلال دورها في “اللجنة الخماسية”، والثاني من خلال الاتصالات التي يجريها الموفد الرئاسي جان ايف لودريان عن بُعد مع الاطراف اللبنانية.