IMLebanon

الملف الرئاسي يعيد التوتر الى علاقة التيار والمردة..

باسيل لن ينغمس في المعركة فرنجية «فرمل» اندفاعته…وعين حزب الله على الحدود البحرية

 

باستثناء الموقف الصادر من رئيس حزب القوات سمير جعجع بتأييد وانفتاح على انتخاب قائد الجيش جوزف عون لرئاسة الجمهورية فان المشهد الرئاسي لا يزال ضبابيا على الرغم من الحركة التي تدور في الكواليس للاعبين على خط الرئاسة حيث توقفت المراصد السياسية عند موقفين لافتين صدرا من عين التينة والمختارة، فرئيس مجلس النواب نبيه بري ربط بين الدعوة لانتخاب رئيس جديد بداية شهر أيلول بالقيام بإصلاحات ضرورية مع صندوق النقد الدولي في موقف حمل دلالات سياسية كثيرة، فيما توقف المراقبون عند اهتزاز العلاقة بين معراب والمختارة على خلفية ظاهرها قضية التحقيق مع المطران موسى الحاج لكن لها أبعادها على العلاقة وعلى صعيد الملفات الاستراتيجية والمشتركة بينهما, حيث يرى كثيرون ان التنسيق بين الطرفين في الإنتخابات النيابية لا ينسحب على الملف الرئاسي مع احتمال ذهاب رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي للتموضع انتخابيا الى جانب فريق ٨ آذار تماما كما فعل في إنتخابات رئاسة مجلس النواب وقد مهد لذلك بحديث جاء فيه ان لا إنتخابات رئاسية من دون التوافق مع الثنائي الشيعي.

 

بالمقابل صار واضحا ان المعارضة النيابية المتمثلة بالنواب المستقلين والأحزاب لم يتفقوا بعد على مرشح واحد للرئاسة ويستحيل توحدهم حول خيار واحد مما يجعل خياراتهم مشتتة وفي أكثر من اتجاه تماما، فيما الحزب التقدمي الاشتراكي يرسل إشارات من وقت لآخر من دون حسم قراره النهائي في شأن الإستحقاق الرئاسي في حين يبدي حزب الله إهتماما وأولوية لملفات الترسيم والحدود البحرية ومصير المفاوضات ونقل الرسائل الجاري بين واشنطن وتل أبيب من دون ان يفصح عن مرشحه وان كان المؤكد ان الحزب لن يقبل إلا مرشحا من فلكه السياسي، وهو عمل على هذا الموضوع بلم شمل الحلفاء جبران باسيل وسليمان فرنجية قبل الإنتخابات النيابية محاولا ترطيب العلاقة قبل الولوج الى عتبة الاستحقاق بفارق أشهر على الموعد، إلا ان الحديث الأخير للنائب جبران باسيل أطاح بمحاولة حزب الله تذليل المطبات بعد تأكيد باسيل في المقابلة» انه لا يجد مبررا لتأييد فرنجية لرئاسة الجمهورية وإشارته الى فوارق بين شخص لديه نائب واحد وشخص لديه٢٠ نائبا مما أعطى فكرة عن المشهد الملتبس المتعلق بالاستحقاق بين الحلفاء أنفسهم، فحديث باسيل خلق أجواء تباعد بعد فترة من الانفتاح والإتصالات الحارة بين المردة والتيار الوطني الحر جرى فيها إفطار لدى الأمين العام لحزب الله ولقاء اللقلوق مع النائب فريد هيكل الخازن و بعد ان وصف باسيل رئيس المردة سليمان فرنحية بالأصيل في المهرجان الإنتخابي للتيار, مما استتبع تصويت تكتل المردة لنائب التيار الياس بو صعب لنيابة رئاسة المجلس وحيث كان المتابعون في حالة ترقب لحصول خطوة من قبل فرنجية باتجاه باسيل في سياق حركته الرئاسية التي افتتحها من الديمان.

 

إلا ان الدخول في التفاصيل وتتبع المسار بين المردة والتيار لا يوحي باستقرار وان الأمور تسير بشكل جيد بين المردة والتيار كما تم التخطيط له مما يعيد الملف الرئاسي الى دائرة التنافس بينهما, مع العلم ان حظوظ فرنجية إقليميا تتفوق على النائب جبران باسيل المعاقب أميركيا،إضافة الى تعاظم دائرة التشكيك بإمكانية موافقة باسيل « على منح فرنجية الفرصة الرئاسية وسط تساؤلات عن مكسب التيار من تبني هذا الترشيح على ضوء تمسك التيار بمعادلة التمثيل المسيحي الأقوى.

 

على ما يبدو فان الأجواء الإيجابية بين المردة والتيار تشهد توترا رئاسيا يحرص فرنجية على تحاشيه واخفائه، لكن الواضح جدا ان فرنجية يتعرض لمناوشات رئاسية، فالتيار لن ينغمس بمعركة فرنجية «على العمياني» خدمة لأحد إلا إذا حصل باسيل على ضمانات ومكاسب محددة وهذا ما يفسر تعلية السقف الأخيرة الصادرة من نواب التيار في الملف الرئاسي، فرئيس التيار يعتبر نفسه أم الصبي منطلقا من كونه رئيس أكبر تكتل مسيحي فيما المردة لم تفز إلا بنائب واحد في الإنتخابات النيابية.