IMLebanon

الاسماء المطروحة للتكليف لا تحظى بالموافقة الخارجية

البحث جار عن «الفدائي» احدهم تلقى التهاني مع مُناداته بـ «دولة الرئيس» بعد لحظات من اعتذار الحريري!

 

يعتقد بعض المعنيّين بالتكليف الحكومي، أنّ المهمة باتت اسهل بعد اعتذار الرئيس سعد الحريري، عن توّلي المهمة الاصعب في تاريخ لبنان، في ظل الوضع المتدهور الذي لم يشهد البلد مثيلاً له، لكن ووفق الواقع القائم ، فالمهمة شاقة جداً لان البحث جار عن « فدائي» يقبل بها، قادر على تحمّل تبعاتها وتداعياتها بعد نحو تسعة أشهر من التكليف، المطوّق بالمناكفات وتقاسم الحصص والشروط، من دون الوصول الى التأليف، على الرغم من تدهور الاوضاع في شتى القطاعات، وخصوصاً العملة الوطنية مقابل الدولار، الذي وصل الى سقف عال غير مقبول، انتج فقراً وازال الطبقة الوسطى، ويكاد يطيح الميسورين، بالتزامن مع سيطرة الفوضى وضياع الاستقرار الامني.

 

وعلى الرغم من الوساطات الدولية والعربية، التي دخلت على الخطوط اللبنانية بين الاطراف المتناحرة، وطرح المبادرات علّها توصل الى الحل، عبر تشكيلة حكومية تحقق الاصلاحات، وتنال المساعدات فيبدأ الوضع بالتحسّن، إلا انّ المصالح الخاصة، وبحسب مصادر سياسية، كانت ولا تزال تطغى لتقفل كل الدروب، كلما فتحت ثغرة امل بإمكانية الخرق، وانتشال لبنان من الغرق، بحيث استمرت الخلافات على أشدّها بين العهد وفريقه من جهة، والرئيس المكلف سعد الحريري من جهة اخرى، مقابل استياء دولي وعربي من هذه الخلافات التي لم يفلح احد في حلّها، الى ان اعلن الرئيس المكلف الاعتذار من على منبر قصر بعبدا، ليبدأ تقاذف المسؤوليات واللوم والاتهامات، ما بين بعبدا وبيت الوسط، فجاء الاعتذار ليزيد الطين بلّة ويشكّل منعطفاً مفصلياً للازمات المتلاحقة، بحيث بدأت الاسماء تطرح جديّاً للتكليف.

 

لكن ووفق نائب نقل عن ديبلوماسي عربي بارز، أنّ الاسماء المتداولة حالياً للتكليف الحكومي، لا تحظى بالموافقة الدولية والعربية، لذا تجري مشاورات خارجية خصوصاً فرنسية واميركية وسعودية للاتفاق على اسم جديد، وعندئذ سيحظى بالموافقة الداخلية، كي تبدأ الاستشارات النيابية الجدّية، غلى الرغم من دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون اليها، يوم الاثنين المقبل في 26 الجاري، اي انّ كواليس عطلة عيد الاضحى ستتلقى الاسم الموافَق عليه في الخارج، ليُعمّم على الكتل النيابية ويلاقي التأييد، لان الاتفاق المُسبق على الاسم يعني بدء الاستشارات رسمياً.

 

وعلى خط آخر، افاد مقرّبون من مرشح للتكليف الحكومي، ومدعوم سياسياً من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، انه بدأ يتلقى التهاني بتوّليه مركز الرئاسة الثالثة، منذ لحظة إعلان الرئيس سعد الحريري الاعتذار عن التكليف، مع مناداته ب» دولة الرئيس» من قبل الاقرباء والاصدقاء، في حين انّ اسهمه تراجعت كثيراً وفق المصادر المطلعة.

 

الى ذلك، ثمة مصادر ترى وضمن إطار معاكس، أنّ ازمة التكليف لن تكون سهلة، وحتى ولو تمت، فأزمة اخرى ستمنعها من السير في اتجاه التأليف، بحيث ستطول حينئذ هذه المهمة، لان الشروط المتبادلة ستعود بين المعنيين، إضافة الى» الفيتو» الذي سيضعه الرئيس سعد الحريري على الاسم المكلف، خصوصاً اذا لم يكن راضياً عنه، أي انّ القضية ليست سهلة ابداً، مع الاخذ بعين الاعتبار أنّ «تيار المستقبل» ورئيسه، سيكونان بالمرصاد للعهد وفريقه، على حدّ قول المصادر، وخصوصاً التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل، لردّ الصاع صاعين لهم، من خلال سعي الحريري وما يمثله من شارع سنّي الى خوض معركة « الميثاقية» ، أي ان يشاركوا في الاستشارات النيابية من دون ان يسّموا البديل عن الحريري، في ظل معلومات عن أنّ الشخصيات السنّية ستتضامن وتتوّحد هذه المرة اكثر من أي وقت مضى، ما دفع بأحد الوزراء السابقين السنّة، الى القول مع ضحكة ان «ميشال عون وجبران باسيل إستطاعا توحيد اهل الطائفة، بعد مناكفات وخلافات بينها، لم يستطع الوسطاء إزالتها، لكن هما قاما بذلك مشكورين».