IMLebanon

أمير الحوار

يمكن أن نطلق على دولة الرئيس نبيه بري لقب «أمير الحوار»… وبكل واقعية لو استعرضنا منذ اليوم الأول من الشغور الرئاسي لتبيّـن لنا أنّ دولته بادر الى إطلاق طاولة الحوار جامعاً لها التناقضات السياسية كلها.

لم يكتفِ الرئيس بري بذلك إذ شعر أنّ هناك تبايناً بين «تيار المستقبل» و»حزب الله»، فهرع الى إطلاق طاولة ثانية للحوار في مقر إقامته في عين التينة، وأضاف الى ممثلي «تيار المستقبل» و»حزب الله» وزير المالية كممثل شخصي له، يساعد الفريقين على تقريب وجهات النظر، وهكذا استطاع أن يجنّب الشارع الاسلامي أي انعكاس لما يجري في سوريا، بين خلاف بين «تيار المستقبل» الذي يرفض التدخل في الشؤون السورية و»حزب الله» المتورّط في الحرب السورية.

وبهذا فإنّ الرئيس بري حصر الخلاف بين الطرفين في طاولة الحوار بدلاً من أن يكون في الشارع، وجنّب البلد اقتتالاً لن تفيد منه سوى إسرائيل.

ما حُكي ويحكى عن الطلبات والممر الإلزامي والحقائب الوزارية (المال والطاقة… الداخلية) فهذا الكلام كله ليس الهدف منه سوى الإساءة الى الرئيس نبيه بري ومحاولة تشويه صورته الوطنية… علماً أنّ دولته هو أوّل من طالب المسيحيين بأن يتفقوا على مرشح واحد لكي يُصار الى انتخابه رئيساً.

فإلى كل الذين يحاولون أن يجتهدوا بالمخيّلات التي لا حدود لها نقول: إنّ الرئيس بري ليس في حاجة الى وزارات ومناصب، فهمّه الأول والأخير هو الوطن، وأكثر من يعرف خطورة الوضع اللبناني جراء شغور الموقع الرئاسي الأول هو الرئيس نبيه بري… وهو لذلك ابتكر طاولة الحوار.

ومن يحاولون اللعب على الفارق بين مهلة الجلسة الرئاسية المعتادة في حدود ثلاثة أسابيع والمهلة الحالية التي تجاوزت شهراً، فهو قال إثر تعيينه الموعد الأخير إنّ شيئاً لا يحول دون عقد الجلسة فور توافر ظروف انعقادها.