IMLebanon

أمير الانسانية يرسل وزير خارجيته في مهمة تاريخية

أتذكر عام 1981 وتحديداً في احتفال أقيم قرب مدينة دمشق لتخريج دورة من المظليات السوريات التابعات لسرايا الدفاع التي كان قائدها يومذاك رفعت الأسد شقيق الرئيس الراحل حافظ الأسد.

خطاب الرئيس الاسد في ذلك الوقت كان يقول إنّه ليس مع إيران ضد العرب ولا يمكن أن يكون الى جانب إيران.. وقال إنّه ليس طرفاً في النزاع بين إيران والعراق، وأنّ العرب يمكن أن يستفيدوا من موقف الرئيس السوري لكي يلعب دور تقريب وجهات النظر بين المتحاربين للوصول الى السلام.

من هنا فإنّ زيارة وزير خارجية الكويت الى إيران ذكرتني بأنه يجب أن يكون هناك دولة عربية على الأقل تحاول أن تلعب دوراً في تقريب وجهات النظر بين الفرس والعرب..

على كل حال، لبنان في قديم الزمان كان يلعب هذا الدور ولكن الآن تغيّرت الظروف ولم يعد بإمكانه أن يلعب دور الحياد وتقريب وجهات النظر بين أي دولة عربية ودولة أخرى وأنّ الحرب الأهلية أفقدت لبنان دوراً مهماً كان يلعبه بسبب حياده أولاً وبسبب وجود رجالات سياسة مثل المرحوم الرئيس رياض الصلح والرئيس تقي الدين الصلح والرئيس صائب سلام والرئيس رفيق الحريري الذي أصبح في ذلك الوقت شخصية عالمية من أميركا الى روسيا الى جانب بنائه صداقات مهمة لعل ابرزها مع صديقه الرئيس الفرنسي جاك شيراك…

من هنا أرى في القرار الكويتي الذي أخذه أهم ديبلوماسي في العالم الشيخ صباح الأحمد الصباح وهو الذي كان أقدم وزير خارجية في العالم انطلاقاً من تاريخه في الديبلوماسية فكان قرار إرسال وزير خارجيته الى إيران من أجل التوسّط لتقريب وجهات النظر بين العرب والفرس.

أمير الديبلوماسية في العالم الشيخ صباح الأحمد الصباح والذي أصبح أمير الانسانية في العالم استحق هذا اللقب وانطلاقاً من ذلك كان القرار التاريخي في هذه الظروف التي تخرّب العالم العربي، حروب في اليمن، حروب في العراق، حروب في سوريا، الخ… وكلها في الحقيقة حروب بين المسلمين من أهل السُنّة وبين الشيعة… والحقيقة أنّه قبل مجيء الخميني لم يكن أحد في العالم العربي يتحدّث عن ان هذا سنّي أو هذا شيعي والحقيقة لا أحد كان يعرف من هو سنّي ومن هو شيعي؟!. ولكن للأسف فإنّ نظام الملالي الذي جاء الى إيران عام 1979 بدأ بحرب بين إيران والعراق دامت 8 سنوات…

لا أريد أن نعود لذكر ما فعلته إيران وكل ما نتمناه أن تستطيع الكويت أن تلعب دوراً في إنهاء هذا الصراع الذي كما قال الرئيس بري ينسينا إسرائيل، وكل همّنا اليوم القتال بين أهل السُنّة وأهل الشيعة؟!.

عوني الكعكي