IMLebanon

أحجيات الأمين العام

يترقّب كثيرون خطاب أمين عام حزب الله حسن نصرالله الليلة، وعناوين الخطاب لن تكون أحجية، فالعنوان الأوّل سيكون مصطفى بدر الدّين في أربعينه، وأطرف ما طالعناه بالأمس أن المحكمة الدولية ستعلن براءة مصطفى بدر الدين من اغتيال رفيق الحريري بناء على المعادلة الآتية: «تعديل القرار الاتهامي وسحب السيد بدر الدين من هذا القرار واعتباره بحسب القانون الدولي بريئاً، لأنّ كلّ شخص بريء حتى تثبت إدانته أمام المحكمة، وبما أنّ بدر الدين توفي قبل أن يقدّم الدفاع مرافعته فهو بريء لأنّ إدانته لا يمكن أن تثبت»!!

والعنوان الثاني لن يكون أحجية، وهو سيمارس بالتأكيد لعبة طول النفس فيؤجّل الحديث عن أعداد قتلى حزب الله وسيمرّ على «مقتلة» حلب مرور الكرام، وسيكابر كعادته ويؤكّد المضي في معركة ضد «التكفيرييّن» وأنه إن لزم الأمر سيرسل حزبه كلّه وهو على رأسه للقتال هناك، وجلّ ما يتمنّاه الشعب اللبناني هو أن يذهب حزب الله بقدّه وقديده إلى سوريا ويفنى هناك عن بكرة أبيه، فلن يرتاح لبنان إلا بنهاية ميليشيات حزب الله!!

والعنوان الثالث، لن يكون أحجية أيضاً، فمن المتوقع  أن يشنّ نصرالله هجوماً عنيفاً على دول الخليج العربي عموماً وعلى دولة البحرين خصوصاً تحت عنوان إسقاط الجنسية عن الشيخ عيسى قاسم «عميل» إيران في الداخل البحريني والوكيل الشرعي لمرشدها علي الخامنئي وهذا الهجوم سيكون قاسياً جداً ففي أسوأ الأحوال لم يتوقع «وليّ» تنفيذ المشروع الإيراني في المنطقة لم يخطر له في أسوأ كوابيسه أن يتمّ إسقاط الجنسية عن «رديفه» البحريني، ومن المتوقع أن تستتبع هذا الإسقاط للجنسيّة بإبعاده عن البحرين، فالمشروع الإيراني للبحرين تلقّى ضربة كسرت عموده الفقري!!

وهنا؛ لا بُدّ لنا من استطراد صغير، بُعيد تهديدات قاسم سليماني المشرف العام على تنفيذ المخطط الإيراني الذي هدّد البحرين بـ»ثورة إسلاميّة مدمّرة»، هذه التهديدات «كلام في الهواء»، سبق وظنّ أمين حزب الله ومعه إيران هذا الأمر عند إعدام «عميل» إيران في السعودية الشيخ نمر النّمر، يومها اعتقدوا أنّ الشيعة في السعودية سيخرّبون وطنهم وحياتهم ويقلبون مناطقهم رأساً على عقب بالتظاهرات التي سيدخل عليها مندسون إيرانيون بإطلاق النار لإيقاع قتلى بين المتظاهرين وقوى الأمن، ومع جريان الدمّ سيهتز الاستقرار في السعوديّة وستكون هنا فرصة إيران الكبرى…

نفس الأمر سيتكرّر اليوم في خطاب نصرالله، سيُهدّد البحرين بـ»ثورة إسلاميّة مدمّرة» وبالويل والثبور وعظائم الأمور، ولكن على أمين عام حزب الله أن يضع نصب عينيه «تاريخ شيعة الكوفة»، لسبب بسيط، فكلّهم أهل الكوفة، وهو يدرك هذا الأمر جيدا وليس محتاجاً لمن يذكّره بأنّه في خطابات كثيرة يواظب على تكرار مقولته إنّ المتخلّي عن المقاومة اليوم هو كالمتخلّي عن الحسين في كربلاء، هذا الكلام تردّد في حرب تموز، ثمّ تردّد منذ انخراط  حزب الله في حرب سوريا وأمينه العام يتماهى مع كربلاء، ففي خطابه في ذكرى عاشوراء الماضية بأنّ الذي يخوض معنا المعركة هو كأصحاب الحسين، والذي لا يخوضها هو كالذين انقلبوا على الحسين، ولم يعد سرّاً أنّ هناك حال تماهٍ كاملة يمارسها نصرالله مع الحسين بن عليّ (عليه السلام)…

وفي خطاب نصرالله اليوم والذي توقع البعض أن يتجاوز الساعة ونصف الساعة، ستبقى أحجية واحدة، الوضع في لبنان، لا جديد على مستوى رئاسة الجمهوريّة، ولكن قد يرحّب نصرالله باقتراح رئيس مجلس النواب بالتوصل إلى «الدوحة الثانية» ويصنفّها بأنّها «السلّة المتكاملة»!!

مهما كان ما سيعلنه أمين عام حزب الله اليوم، وعلى أيّ مستوىً كان، فإنّه سيكلّف لبنان ثمناً باهظاً، وباهظاً جداً!!