IMLebanon

قبرشمون أم مقبرة الجبل؟!

 

لا حلحلة في «كلبجة» الحكومة ورئيسها زيارة الرئيس نبيه بري دائماً مطلوبة والتشاور معه يبعث نفحة أمل عند اللبنانيّين ولكن، هؤلاء اللبنانيّين يعرفون جيّداً أنّ «فكّ الأزمة» ليس في عين التينة وليس في بيت الوسط وليس في قصر بعبدا قبلهما، وبالطبع ليس بعدهما في دارة خلدة وإن ارتفع صوت التّهديد والوعيد من هناك بالأمس، شلّ الحكومة وأزمته هناك تحت سابع أرض في مكان ما من حارة حريك ومحيطها، وهذه واحدة من الأوراق التي تمسك بها طهران في مواجهتها الدوليّة العاتية، ولا نستبعد متى احتاج الوضع الإيراني هزّ الجبل اللبناني بعنف، والرئاسات الثلاث عاجزة أمام هذا المشهد!

 

اسمحوا لنا أن نستغرب وبشدّة ما نقلته بالأمس قناة الـ mtv من معلومات عن «ضمانة» يريدها الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط من حزب الله لعدم الاستفراد به أمام المجلس العدلي، وليد جنبلاط «الحذر» و»المتوجّس» لا يُسلم عُنق «تقيّته» لـ»تقيّة» حزب الله، نحن نفترض أنّه أذكى بكثير من تصديق هكذا ضمانة خصوصاً أنّ أهل «التقيّة» أدرى ببعضهم! وللمناسبة الإصرار على الاستفراد واستهداف وكسر وليد جنبلاط في الجبل عبر «مير المقعد الشّاغر» وإن استهونه واستخفّ به من ورّط قبرشمون والجبل به هو مدخل لاضطرابٍ كبير قد لا يُبقي ولا يَذر، وهو للمناسبة لن يفيد مشروع طهران وحزب الله في ربط الضاحية الجنوبية عن طريق الجبل بجزين والجنوب، من قال إن حزب الله يتخلّى عن أهدافه؟!

 

منذ استبشر كثيرون بالـ 111 تسمية تكليف لتشكيل الحكومة قلنا إنّ العبرة بالتأليف، ومن المؤسف أنّ «العهد القويّ» الذي كان أعلن أنّه سيقلّع مع هذه الحكومة انتهى مشلولاً، ولم ولن ـ على ما يبدو ـ يقلّع إلا شوكه بيده على حلفائه الألداء الذين يعطّلون مسيرته ويؤكّدون تلاشي قوّته عبر تعطيلهم الطويل لمسار «تقليع» الحكومة، والصورة التي تظهّرت حتى الآن توحي بأنّه «تقليع» على الطريقة السوريّة!

 

في المدى المنظور لا اجتماع للحكومة، وستبقى معطّلة، ولبنان ذاهب باتجاه تصنيفات سيئة لوضعه الاقتصادي دولياً، وذاهبٌ أيضاً باتجاه انهياره الذي لن يلبث أن يتحوّل من السقوط بتمهّل إلى السقوط الدراماتيكي، ومن المحزن أنّ الرئيس الحريري عندما سار بالتسوية الرئاسيّة بذل مجهوداً كبيراً دفع ثمنه خسارة كبرى من رصيده السياسي وبالكاد اقتنع معه قسم قليل من اللبنانيين بأنّه عائد إلى رئاسة الحكومة لإنقاذ لبنان إقتصادياً، وقد حاول وجرّب وبذل أقصى جهده في ظلّ تعطيل وعرقلة شديدة، من المحزن أنّه عندما سار بالتسوية تحت عنوان «هذه النيّة» فاته المثل الشعبي الذي يقول «الجمل بنيّة والجمّال بنيّة»، وقد انفضحت النوايا مع عرقلة تشكيل الحكومة لأشهر، من وقتها رأينا أنّ على الرئيس سعد الحريري ردّ التكليف، وأكثر من مرّة قرأنا فيما يُفعل به وبحكومته ضرورة استقالته، وبالأمس قبل اليوم للرئيس الحريري فيما يُفعل بوليد جنبلاط عبرة، وأخشى ما نخشاه أن نكون مقبلون على ما هو أسوأ بكثير!

 

يقول المثل «العند يورث الكفر»، وما يفعله «زلْم بشّار الأسد» بلبنان كفر، وهم في الأساس «كافرون» بهذا البلد غير معترفين بكيانه إلا تابعاً للنظام السوري منذ اختاروا أن يكونوا تبعاً للمخابرات السوريّة وأدوات في يدها وكتبة تقارير عندها، ومعطّلون للبلد متى أمروا بذلك، «الكفّار» بلبنان ووجوده وشعبه ما يزالون يمثّلون نفس الأدوار التي مثّلوها منذ تسعينات القرن الماضي وما قبلها أيضاً، قد لا تصل خواتيم ما يحدث إلى أن تكون حادثة قبرشمون مقبرة الجبل أو لبنان حتى، ولكن بكلّ تأكيد أنّها ورقة في يد طهران تضغط فيها لتؤكّد للعالم أنّها قادرة على الإطاحة بقرار «استقرار لبنان»، إيران قادرة على تحويل هذا الاستقرار النسبي إلى جحيم، أخوف ما نخافه أن يكون ما يحدث بداية قذف لبنان في جحيم المنطقة من بوابة الدروز تطيح بالدروز والجبل ولبنان!