IMLebanon

خطاب رعد وموقف حزب الله: لا رغبة ولا قدرة على فرض الرئيس 

 

 

يتحدث خصوم حزب الله ضمن مجالسهم الخاصة عن تطور في موقف الحزب، كان يمكن ملاحظته بدقة قبل وبعد زيارة وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان الى بيروت، فما صدر عن الشيخ نعيم قاسم والسيد هاشم صفي الدين قبل الزيارة، جاء مغايراً لما صدر عن رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» محمد رعد بعدها، خاصة لناحية تأكيده أن «الحزب منفتح على التوافق ويريد الحوار للاتفاق على رئيس، وأن لدى الحزب مرشحاً، ولكنه لا يمانع الذهاب إلى حوار».

 

يعتبر خصوم الحزب بحسب مصادرهم، أن تطور الموقف جاء بعد نصيحة عبد اللهيان لحزب الله، والتي تتمحور حول أهمية الحوار للتوافق على الرئيس، وصعوبة تكرار ما حصل عام 2016 ، يوم تمكّن الحزب من فرض انتخاب الرئيس ميشال عون، بعد فراغ دام لعامين ونصف العام.

 

وبعيداً عن «الرغبات السياسية»، لا بدّ من القول أنه منذ ما قبل الإعلان عن تبني ترشيح رئيس «تيار المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، كان حزب الله يعلن الرغبة في الحوار من أجل إنجاز الإستحقاق الرئاسي، على قاعدة أن ليس هناك من فريق لديه الأكثرية اللازمة لإيصال مرشحه إلى رئاسة الجمهورية، واليوم هو يعيد التأكيد على هذا الموقف، رغم موجة التصعيد التي كان قد ذهب إليها بعض مسؤوليه لعدة أسباب، وبالتالي فإن موقف رعد ليس جديداً، ولا علاقة لزيارة وزير الخارجية الإيراني به.

 

من أبرز الأسباب التي تدفع حزب الله إلى تبني الدعوة إلى الحوار، هو إدراكه صعوبة إيصال مرشحه إلى القصر الجمهوري في المرحلة الراهنة، من دون الإتفاق مع المزيد من الكتل النيابية، لا سيما المسيحية منها، فهو من الناحية العددية لا تتوفر لديه أكثرية 65 صوتاً رغم كل ما يُقال عكس ذلك، وهذا ما لن يتغير ما لم يحصل تغيير بالموقف السعودي يُتيح اقتراب نواب «الاشتراكي» والنواب السنة من فرنجية، ولا قدرة لديه على تأمين جلسة الإنتخاب، أما من الناحية الميثاقية فهو لا يستطيع أن يغامر بإيصال مرشح لا يحظى بغطاء من كتلة مسيحية وازنة على الأقل، نظراً إلى التداعيات التي من الممكن أن تترتب على ذلك.

 

في هذا المجال، من الضروري الإشارة إلى أمرين آخرين لا يقلان أهمية: الأول هو أن الحزب قد يكون في وارد البحث عن مخرج لائق من ترشيح رئيس «تيار المردة»، في حال بقيت التوازنات على ما هي عليه اليوم، خصوصاً في ظل صعوبة تكرار ما حصل مع الرئيس السابق ميشال عون في العام 2016، أما الثاني فهو أن تصاريح مسؤولي الحزب الأخيرة، إلى جانب طريقة الإعلان عن تبني ترشيح فرنجية من قبل الثنائي الشيعي، تركت أثاراً سلبية عليه في الساحة المسيحية، حيث صُنف على أساس أنه مرشح هذا الثنائي، وبالتالي فإن تصريحات مسؤولي الثنائي يجب أن تكون مدروسة بشكل دقيق قبل إطلاقها، لأن كل كلمة لها دورها في المعركة الحالية.

 

ما قاله النائب رعد يمثل موقف حزب الله الحقيقي، اذ يتوافق مع من اعتمد بخطابه الرئاسي على ضرورة الحوار، خاصة أن حزب الله الذي يعول على تسوية خارجية لوصول مرشحه، لا يُريد ولا يرغب ولا يطمح لاستخدام سياسة الفرض، بعد تجربتها سابقاً.