IMLebanon

حاخام ووفد اسرائيلي في مؤتمر الأزهر لنصرة القدس

 

مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس المنعقد في القاهرة ضمّ وفودا من ٨٦ دولة عربية واسلامية بينها لبنان ممثلا بمرجعيتيه الدينيتين المسلمة والمسيحية: المفتي عبد اللطيف دريان والبطريرك الماروني الكاردينال بشاره بطرس الراعي. وما لفت الانتباه وسط هذا الحشد العربي والاسلامي، وجود حاخام على رأس وفد يهودي مشاركا في هذا المؤتمر ومؤيدا أهدافه… فمن هو هذا الحاخام ومن يمثل؟ لا سيما وان هذا الظهور العلني هو الثاني له، بعد ظهوره الأول السابق في نيويورك بتاريخ العشرين من شهر كانون الأول / ديسمبر الماضي ١٩١٧، على رأس حشد كبير جدا من الحاخامات واليهود للتنديد بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة حصرية لاسرائيل، ونقل السفارة الأميركية اليها…

 

هذا الحاخام الذي ظهر في مؤتمر الأزهر وفي نيويورك هو موشيه هيرش، والوفد المرافق له هو من حركة ناطوري كارتا التي يقودها اليوم الحاخام هيرش. وتعريب اسم هذه الحركة هو حرّاس المدينة. وهي تضم جماعة دينية يهودية تأسست عام ١٩٣٥، وينتشر مؤيدوها اليوم، ويتمركزون بصفة خاصة في القدس ولندن ونيويورك. وهم من أشدّ أعداء الحركة الصهيونية وانشاء دولة اسرائيل، لأسباب ايديولوجية يؤمنون بها بحسب تفسيرهم لنصوص التوراة.

 

وبلغ تشددهم حدّ رفضهم دفع الضرائب لاسرائيل لأنهم لا يعترفون بها، ولا يقبلون لمس أية عملة ورقية تحمل شعارات صهيونية، ولا يقتربون من حائط البراق في القدس لأنه في نظرهم تمّ تدنيسه من قبل الصهاينة…

 

ركّزت اسرائيل في حروبها على العالمين العربي والاسلامي ليس فقط على التفوّق العسكري بدعم أميركي مطلق، وانما أيضا وعلى الدرجة نفسها من الأهمية، ركّزت على دراسة المجتمعات العربية والاسلامية، ونقاط الضعف والثغرات، والحساسيات والغرائز المتضاربة فيها. وقام علماء الصهاينة ومؤرّخوها بدراسة كل الظواهر السلبية في التاريخ العربي والاسلامي، وتمّ وضع تصوّر عام للسيطرة على المنطقة، يقوم على دعامتين: التفوّق العسكري أولا، وثانيا التسلل الى المجتمعات العربية والاسلامية من الثغرات ونقاط الضعف، لضربها وتفجيرها من الداخل، فيسهل تاليا انجاز المهمة بالتفوق العسكري والتآمر الدولي!

 

الأنظمة العربية واجهت العدوان الاسرائيلي الصهيوني التوسعي، بأسلوب يعكس البساطة بل والسذاجة: قوة نظامية عربية في مواجهة قوة نظامية اسرائيلية، وعندما انهزم العرب بدأوا بتقديم التنازلات بتشجيع من رعاتهم في أميركا والغرب! ولم يقوموا بدراسات استراتيجية للمجتمع الاسرائيلي وتناقضاته، ولا بدراسات لكيفية مواجهته وأيهما أجدى، المواجهة النظامية، أم أسلوب المواجهة بحرب العصابات؟ ولم يضعوا في اعتبارهم قط امكانية تفجير المجتمع الاسرائيلي من الداخل… والى الغد.