IMLebanon

الراعي قلق من تفاقم اعداد المهاجرين المسيحيين بشكل مخيف

 

«بيتنا الوطني المشترك أمام تحديات كبيرة تمّس كيانه ومستقبله، أهمها: الأزمة الإقتصادية والمالية الآخذة في الخطورة، وقضية عودة الإخوة السوريين النازحين الى بلادهم وقد أصبح وجودهم، لأجل غير معروف كما هو ظاهر أكثر تهديداً إقتصادياَ وسياسياً وإجتماعياً وأمنياً، والفقر المتزايد في صفوف الشعب مع تنامي حالات البطالة وهجرة الشبيبة»، بهذه العبارات إختصر البطريرك بشارة الراعي خلال قداس إحتفالي بعيد القديس يوسف في عينطورة، ازمة النازحين وتداعياتها على لبنان، والتي تتفاقم يوماً بعد يوم، في ظل خلافات المسؤولين اللبنانيين على الطريقة الانسب للحل، اذ تتكاثر السجالات حول كيفية التعاطي مع دمشق لحل هذه المسألة، فيما البلد وحده يدفع الثمن مع شعبه الذي يتحمّل نتائج هذا الملف. مع الاشارة الى ان المسعى الروسي الذي عمل على هذا الخط ما زال يراوح مكانه، بسبب وجود عقبات اساسية أهمها: غياب التمويل اللازم لهذه العملية للمباشرة بإعادة الإعمار، والتي تقدّر كلفتها بحسب الأمم المتحدة بما يزيد على 400 مليار دولار، مما يتطلب توافر الجهود الدولية للوصول الى الحل الانسب، كما ان التوافق الروسي – الأميركي ضروري جداً لنجاح عملية الإعمار وإعادة النازحين، وهو غير متوفر حتى اليوم.

 

الى ذلك وفي ظل الطروحات التي يعلنها المسؤولون، نقلت مصادر دينية بأن البطريرك الراعي يبدي خوفه يومياً على هذا الملف، ويؤكد على ضرورة مطالبة لبنان للمجتمع الدولي بعودة النازحين الى بلادهم لانه الحل الانسب، وليس جمع الاموال لإبقائهم في لبنان، ويشدّد على ضرورة ان يوّحد المسؤولون اللبنانيون كلمتهم في هذا الاطار لان كل واحد منهم يعطي موقفاً مغايراً ، فيما المطلوب إنقاذ النازحين من هذه المأساة التي يعيشونها، وبالتالي مساعدة لبنان ايضاً لإنهاء هذه الازمة .

 

وعلى خط آخر وفي اطار هواجس بكركي وفي طليعتها، الهجرة المتزايدة للمسيحيين من لبنان، والتي تشير الاحصاءات الى تزايد اعدادها بقوة ، تلفت هذه المصادر الى قلق الصرح البطريركي من هذه المسألة، وتقول: «يمكن إختصار السنوات التي تلت اتفاق الطائف بأنها لم تكن خيّرة على المسيحيين لانها همشتهم وابعدتهم عن المراكز الحساسة في الدولة، ما ادى الى تراجع دورهم السياسي بشكل فاعل، فالاتفاق جاء نتيجة معادلة إقليمية – دولية من خلال رضى السعودية وسوريا مع رعاية اميركية على إرساء معادلة، لم يتم تنفيذ بنودها كما يجب، خصوصاً انها سميّت بوثيقة الوفاق الوطني، التي تحدثت عن التوازنات الطائفية وأسس العيش المشترك وغيرها من الامور الهامة، لكن للاسف لم يتم تكريسها ووضعها عملياً في التنفيذ».

 

وتتابع المصادر: «اليوم لا يخفى على احد ان المسيحيين يعيشون حالة قلق على المصير، بعد ان كان لبنان يحوي أكبر وجود مسيحي فاعل في الشرق، فالمسيحيون أصيبوا منذ التسعينات بتراجع سياسي كبير، وهناك إحصاءات تشير الى هجرة اعداد كبيرة منهم الى أميركا الشمالية والجنوبية وأوروبا وأستراليا، بمعنى ان لا رجوع الى الوطن، بعدما لعبت عوامل عدة دوراً في تناقص عددهم، من ضمنها الخلل الطائفي الذي يسيطر على مؤسسات الدولة، بحيث يغيب المسيحيون بوضوح عن اكثرية المراكز الهامة، على الرغم من الكلام المعسول الذي نسمعه بين الحين والآخر بضرورة إصلاح هذا الخلل».