IMLebanon

التهويل الإسرائيلي ضد لبنان لن يتطوّر الى تصعيد

 

في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى الجنوب وتحديداً إلى الحدود مع “إسرائيل”، تكثر التكهنات حول ما سيؤول إليه الوضع الأمني في ظل التهديدات الإسرائيلية الأخيرة، والتلويح بردٍ على العمليات التي تستهدفها في الداخل في الآونة الأخيرة، خصوصاً وأن الإدعاءات الأخيرة والإتهامات التي توجه إلى لبنان والمقاومة، طرحت إمكان أن تكون الحدود مسرحاً لعملية عسكرية، قد تأتي بمثابة “الهروب إلى الأمام” وفق ما وصفتها مصادر سياسية مطلعة ومواكبة للتصريحات الصادرة عن أكثر من جهة سياسية وعسكرية في إسرائيل. وتعتبر هذه المصادر أن إسرائيل ومن خلال الرواية المتعلقة بتسلل منفذ العملية الأخيرة في مجدو بشمال فلسطين المحتلة، قد تكون تعمل على إرساء أمر واقع ميداني جديد ولغايات باتت معروفة وواضحة، وهي تحويل الأنظار عن الأزمة السياسية من جهة وتخفيف نتائج وانعكاسات العمليات الفلسطينية ضدها في الأراضي الفلسطينية من جهة أخرى.

وانطلاقاً من هذه المعطيات، ترى المصادر المطلعة أن التهويل الإسرائيلي، لا يعني بالضرورة أن الرواية الإسرائيلية حول العمليات التي تستهدفها هي دقيقةً، مع العلم أن مصدر كل المعلومات والتقارير المتداولة منذ أيام عدة، هو إسرائيلي بالدرجة الأولى، حيث أن قوات الطوارىء الدولية في الجنوب قد جزمت بعدم تسجيل أي خرق عند الحدود الجنوبية مع “إسرائيل”، كما أن الجهة التي أعلنت مسؤوليتها عن العملية النوعية في المنطقة الشمالية، هي فلسطينية، وبالتالي، فمن المستبعد وفق المصادر نفسها، أن يقدم الجيش الإسرائيلي على تنفيذ تهديداته للبنان أو لـ”حزب الله”، وإن كان يوجه الإتهامات للحزب بدعم وتدريب منفذ العملية المذكورة.

ومن ضمن هذا السياق، تتوقع المصادر نفسها، أن تبقى المعادلة الميدانية في الجبهة الجنوبية على حالها، ومن دون أي تطور يُذكر باستثناء ما يُسجّل في الجانب الإسرائيلي من محاولات لتوتير الأجواء عبر إلقاء القنابل المضيئة أو التلويح بالردّ على أي عملية تستهدفها من قبل فلسطينيين في الداخل أو في الخارج، وذلك عبر استهداف جهات فلسطينية في لبنان أو في الداخل الفلسطيني. ولذلك، فإن الأجواء الحالية سواء ميدانياً أو سياسياً لا تزال تشهد هدوءاً حذراً، علماً أن ما من مواقف معلنة من قبل أي جهة فلسطينية في مخيمات لبنان تتناول التطورات الأخيرة، كما تُضيف المصادر المطلعة نفسها، والتي تشدد على وجوب الحذر من أي عمل عسكري إسرائيلي قد يستهدف منطقة الجنوب. لكنها توضح أن الساحة الجنوبية، مرشّحة لأن تبقى في واجهة الأحداث في المرحلة الراهنة، وذلك مع تطور المعادلات السياسية في المنطقة وبشكلٍ خاص في ضوء اتفاق استئناف العلاقات الديبلوماسية السعودية – الإيرانية، حيث أن رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، قد أعلن ومنذ توقيع هذا الإتفاق بأنه الدلالة على فشل إسرائيل الذريع في المنطقة، وبالتالي، فهو سيعمل على الردّ على هذا الفشل من خلال استعادة مسلسل التصعيد والعدوان ولكن من دون الذهاب إلى ترجمة تهديداته والتي تكشف المصادر بأنها لن تخرج عن إطار التهويل فقط، وخصوصاً ضد لبنان، نظراً لحاجتها إلى التهدئة والهدوء من أجل استكمال عملها في حقل “كاريش”، كونها ستكون المتضرر الأكبر من أي تغيير في قواعد الإشتباك أو عدوان أو ضربة مهما كانت محدودة، قد تعمد إلى تنفيذها ضد لبنان.