IMLebanon

الزيارة المرفوضة

لا يستطيع أحدٌ أن يجد تفسيراً مقبولاً أو معقولاً للزيارة التي قام بها مفتي سوريا الى قصر بعبدا، من دون أن ندخل في تفاصيل القسم الثاني منه الذي «استهدف» الصرح البطريركي.

إنّها زيارة لا لزوم لها،

ولا معنى لها،

ولا مبرّر لها.

اللهمّ، إلاّ إذا كان الهدف منها ذرّ الرماد في العيون، ومحاولة النظام السوري المجرم إظهار أنّ له «مونة» على العهد الجديد في لبنان، أو أنّه يحاول ادعاء أنّه يدعم هذا العهد.

ومع أنّ الواقع يدحض هذا الادعاء بدليل أنّ الذين هم محسوبون مباشرة على النظام السوري في لبنان لم يقترعوا للرئيس عون… وهذا بحث آخر.

نعود الى الزيارة التي لا مبرّر لها لنقول: إنّ الجميع يعرف أنّ المفتي في سوريا لا دور له، ولا قيمة وطنية أو سياسية، ولا مجرّد حضور فاعل إلاّ عندما ينفض النظام عنه الغبار ليستخدمه لأهدافه، كما استخدمه في الزيارة الملغومة الى قصر بعبدا.

قد نفهم أنّ النظام أرسل وزيراً للتهنئة في وقت سابق، ولكننا لا نفهم، ولا أحد يفهم أنْ يوفد هذا المفتي الذي يشارك النظام في قتل المسلمين وسائر أبناء الشعب السوري، وتشريدهم وتدمير بيوتهم فوق رؤوسهم.

ماذا أراد النظام أن يوحي من هذه الزيارة المرفوضة؟

هل أراد أن يوحي بأنّ فخامة الرئيس العماد ميشال عون هو حليفهم؟

إنّ هذا الإدعاء ساقط حكماً كون رئيس الجمهورية هو رئيس لبنان كله واللبنانيين جميعاً، وليس رئيس فريق أو طرف بعينه.

ألا يخجل هذا النظام بهذه الالعبانيات التي يمارسها وهو الغارق في دماء شعبه يشرب منها ولا يرتوي؟

ألا يكفيه 600 ألف قتيل؟

ألا يكفيه تدمير سوريا كلها؟

ألا يكفيه تهجير أكثر من 12 مليون سوري؟

ألا يكفيه ذلك حتى ضاق في عينه 300 ألف مواطن سوري لا يزالون يقيمون في حلب في مواجهة الموت كل لحظة؟!.

قد لا يكون الحق على النظام وحده، فالمسؤولية مشتركة بينه وبين الروسي والايراني و»حزب الله» الذين يقتلون جميعاً الشعب السوري في حرب إبادة تدميرية غير مسبوقة.

في أي حال، هل عرف عن النظام المجرم أنّه كلّف المفتي في سوريا أنْ يقوم بزيارات تهنئة الى رؤساء جمهوريات وحكام بلدان بوصولهم الى سدة المسؤولية؟

فلماذا تخصيص لبنان بهذه «اللفتة الكريمة»؟

عيْب والله.

فليخجل هذا النظام، وليتوقف عن هذه الالعبانيات المكشوفة التي لن تغطي جرائمه التي سيحاسبه عليها التاريخ!..

عوني الكعكي