IMLebanon

البلد يجلس على فالق امني كبير.. واجواء ما قبل الـ2005 تعود اليوم

 

لبنان ساحة ورصد تحركات لخلايا نائمة : وقيادات تعزز حماياتها

المقاومة وحلفاؤها لن يتراجعوا مهما بلغ حجم الحرب النفسية

 

لبنان يجلس اليوم على فالق امني كبير، ولم يتعظ اللبنانيون من لعبة الامم، وما اشبه هذه الايام بمرحلة ما قبل 14 شباط 2005، حيث عاش اللبنانيون انقسامات حتى العظم حول الوجود السوري واخراج النظام الامني السوري من لبنان ونجاح دعم هذا الاتجاه رغم الكلفة الكبيرة، فيما يعيشون اليوم الانقسام الحاد ذاته حول سلاح المقاومة والتدخلات الايرانية وخيارات الرئيس ميشال عون السياسية، ولذلك الخلاف على حد السيف كما كان عام 2005 وما خلّفه على البلد من دماء ودموع وخسائر كبيرة واحقاد، واستمر حتى ايار 2008 واتفاق الدوحة وانتخاب ميشال سليمان رئيساً للجمهورية بدعم دولي وعربي، ومنح اتفاق الدوحة السلطة الاولى لحزب الله الذي تمكن من تعبئة الفراغ السوري مع حلفائه بدعم ايراني ترجم بدخول حزب الله في كل الحكومات حتى الان.

 

وكما كان لكل فريق لبناني حلفاؤه العرب والدوليين عام 2005، فان نفس السيناريو يتكرر الان مع توزيع للقوى نفسها، فالاميركيون والاوربيون والعرب مع حلفاء لبنانيين قادوا اخراج سوريا من لبنان التي وصلت الى حد اطلاق جورج بوش وجاك شيراك تهديداً مشتركا للرئيس الاسد بالانسحاب من لبنان خلال 48 ساعة والا سيتم تدمير جيشه في البقاع وانسحب الجيش السوري بالطريقة المعروفة ،رغم ان هناك من نصح الاسد بالمواجهة والقتال في البقاع كي لا تقاتل في شوارع دمشق بعد سنوات، وهذا ما حصل، لكن الرئيس الاسد قرر الانسحاب لمعطيات سياسية يملكها.

 

وبالتالي، فان نفس القوى الدولية والعربية والمحلية باستثناء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط المستمر بمواقفه الحيادية، تقود المواجهة ضد سلاح حزب الله وخيارات ميشال عون السياسية وتمارس شتى الضغوط الاقتصادية والمالية والعسكرية والامنية للوصول الى تحقيق هذا الامر، فيما يواجه حزب الله مع حلفائه المحليين والعرب والدوليين هذه الخيارات الهادفة الى تغيير هوية لبنان وتوازناته، ولكل طرف اسلحته المختلفة لاستخدامها وزجها في الصراع الداخلي ولن يتراجع اي فريق بانتظار تطورات دولية او استحقاقات داخلية كالانتخابات النيابية التي قد تؤدي الى تغييرات في التوازنات الحالية وتقدم محور على اخر والتجارب اللبنانية كثيرة في هذا المجال.

 

وتؤكد المصادر المتابعة للملف اللبناني، ان الامور ذاهبة الى التصعيد ومن يعتقد من السذج من اللبنانيين ان حزب الله وحلفاءه سيتراجعون في لبنان ويرفعون «البنديرة» جراء حملات تهويل لكشفهم داخلياً وعربياً ودولياً فهم واهمون ولايعرفون الف باء السياسة مهما وصلت تهديدات العالم، والذين يسربون يوميا ويتحدثون عن الانهيار والخراب والدمار اذا لم يتراجع حزب الله فهم مراهقون في السياسة بامتياز، فحزب الله ليس مسؤولا ًعما آلت اليه اوضاع البلد من فقر وعوز، وحزب الله لم يكن يوماً شريكاً في ملفات الفساد والتعيينات والسمسرات، والشخص الوحيد الذي دخل الى السجن في ملف الدواء هو شقيق الوزير محمد فنيش ولم يكن للوزير اي علاقة بشقيقه، ومن يملك ملفاً واحداً عن حزب الله في المرفأ والمطار وفي اي وزارة، عليه ان يذهب للقضاء فوراً، اما اطلاق الاتهامات جزافا ودون دليل فهي لغايات سياسية، والمعروف ان القرار السوري والسعودي عام 1990 تضمن بان يتولى حزب الله مشروع التحرير والطبقة السياسية المشروع الاقتصادي، ونجحت المقاومة في التحرير، اما من تولى المشروع الاقتصادي فهو المسؤول الاول عما نعيشه هذه الايام.

 

وتضيف المصادر بان حزب الله مارس التواضع السياسي بين كل القوى السياسية وتنازل واهدى كل انتصاراته لكل اللبنانيين واصر على حكومات الوحدة الوطنية، فاين استثمر انتصاراته بمكاسب في الدولة؟ ولذلك فان كل الضغوط عليه وتحديداً الاميركية تصب في خدمة «اسرائيل» بشكل واضح، ولذلك لن يتراجع امام ضغط من هنا وهناك.

 

وبالتالي، وحسب المصادر، فان الخلاف اكبر من حكومة،واذا كان شعار البعض في ال2005 استهداف سوريا، فعلى هذا البعض ان يدرك ان حزب الله هو حزب لبناني قبل ان يكون ايرانياً او سورياً او فلسطينياً، وايّ مسّ به من القوى الدولية هو مسّ باستقرارالبلد وطوائفه وتوازناته، ويمكن ان يؤدي الى اشعال البلد برمته. واذا اصر بعض الداخل على تغطية الحملة الخارجية على حزب الله عندها تكون المصيبة اكبر، وبالتالي، فان لبنان يعيش حالياً اوضاعاً استثنائية وتحديداً خلال ما تبقى من حكم ترامب وفريقه ربما تؤدي الى اشعال الوضع في لبنان وتحويله الى ساحة لتبادل الرسائل الخطيرة وتفجيره، خصوصاً ان الارض مهيأة لمزيد من الانقسامات في ظل هشاشة الوضع الداخلي وقابلية الساحة للخرق من قبل عناصر ارهابية واستخبارية، في ظل معلومات عن عودة بعض الخلايا النائمة الخطيرة الى التحرك ورصد هذا الامر، وانتعاش سوق الاسلحة مجدداً، كذلك اتخاذ قيادات سياسية مزيداً من الاجراءات الامنية، علماً ان ما نشهده اليوم من التسريبات المفخخة بدأت بالانتشار قبل انفجار المرفأ الذي شكل بداية لمرحلة سياسية جديدة مناهضة لما انتجه الطائف الذي لم ير النور الا بعد حروب كبيرة وصغيرة، وربما المرحلة الجديدة تستدعي مثل هذا السيناريو، وهذا ما يفرض تحصين الساحة الداخلية والابتعاد عن التشنجات الطائفية والاسراع بتشكيل الحكومة لحماية البلد قدر الامكان.