IMLebanon

العسكريون المتقاعدون يضعون آمالهم على العهد لاخذ حقوقهم

لا يخفى على احد ان محافظة عكار هي اكثر المحافظات التي تضم بين اهلها عددا كبيرا من المتقاعدين العسكريين وانه يكاد لا يخلو بيت من متطوع او من عسكري متقاعد من كافة الرتب حيث رفدت عكار الجيش اللبناني ولا تزال بخيرة ابنائها جنودا وضباطا متطوعين الى درجة ان عكار باتت تعرف بأنها خزان للجيش.

ومنذ ايام شهدت عكار مشاركة واسعة من عسكرييها المتقاعدين الذين زحفوا الى بيروت للمشاركة برفع الصوت والمطالبة بانصافهم، لا سيما ان عددا كبيرا من العسكريين المتقاعدين منذ سنوات باتت رواتبهم لا تكفي لاعالة فرد واحد ليومين من العائلة في ظل انخفاض القيمة الشرائية وارتفاع نسبة الغلاء ومعظم العسكريين يتكئون على اولادهم لاعانتهم في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة ومن لا معيل له يضطر الى مزاولة عمل جديد وان كان عمره لا يسمح فضرورات الحياة تجبره على ما لا يريده في كثير من الاحيان.

واقع العسكريين المتقاعدين تحدث عنه احدهم لافتا الى ان الامل كبير بالعهد الجديد لان الرئيس العماد ميشال عون هو ابن المؤسسة العسكرية واكثر من خبر حياة العسكريين ويعرف واقع المتقاعدين وربما يعرفهم فردا فردا، ولذلك فان المطلوب انصاف العسكريين المتقاعدين خاصة القدامى منهم الذين افنوا سنوات عمرهم في خدمة الوطن في صفوف الجيش ومنهم من اصيب بالاحداث وبات معاقا لا يستطيع ممارسة اية عمل.

ويضيف ان هذه القضية تخص جميع العسكريين المتقاعدين في لبنان ولكن النسبة الاكبر منهم هي في عكار الذين يشكلون كتلة بشرية كبيرة وان انصافهم يساهم في اعالة مئات العائلات العكارية التي ليس من مورد رزق سوى الراتب التقاعدي.

وفي هذا الاطار، صدر عن «رابطة قدماء القوى المسلّحة اللبنانية» برئاسة اللواء المتقاعد عثمان عثمان البيان الآتي:

«في إطار سعيها الحثيث والراسخ من أجل تحقيق أهداف المتقاعدين في الأسلاك الأمنية كافة في استعادة حقوقهم في سلسلة الرتب والرواتب، ومن ضمن اللقاءات التي عقدتها وتعقدها مع المراجع العليا والمسؤولين الكبار، اجتمع وفد منها بفخامة الرئيس العماد ميشال عون في الرابع من الشهر الجاري، وصدر حينها عن القصر الجمهوري الخبر الآتي: «طالب وفد الرابطة بتعديل مشروع سلسلة الرتب والرواتب لجهة تأمين حقوق العسكريين المتقاعدين وأهالي الشهداء والمعوقين العسكريين. فوعد فخامة الرئيس بمتابعة هذه المطالب مع الجهات المعنية حفاظاً على حقوق العسكريين المتقاعدين في مختلف الاسلاك العسكرية».

أما ما سمي بمعلومات صدرت عن إحدى محطات التلفزة، وما نسب فيها إلى فخامة الرئيس «إصراره على ضرورة حصول أهالي الشهداء والمعوقين من القوات المسلَّحة على حقوقهم كاملة إسوة برفاقهم في الخدمة الفعلية»، وما حمله هذا التصريح من التباس في ما خصَّ باقي العسكريين المتقاعدين، فقد عمدت الرابطة إلى الإتصال بالدائرة المعنية بهذا الأمر في القصر الجمهوري حيث تم التأكيد مجددا أن فخامة الرئيس مصر على مضمون الخبر أعلاه الذي كان صدر عن القصر الجمهوري، إثر لقائه وفد الرابطة.

ولما كان بند حقوق المتقاعدين يضم جميع المتقاعدين من أحياء، وعائلات شهداء ومتوفين، ومعوقين، فإن ذلك رسَّخ قناعتنا بوقوف فخامة العماد عون إلى جانب تحقيق مطالبنا العادلة والمحقة».

وفي الموضوع نفسه، لفت رئيس التعاون الدولي الدكتور زياد بيطار الى ان المعركة القانونية لتحصيل حقوق المتقاعدين العسكريين مستمرة حتى اخر رمق، لتحصيل حقوق من ضحوا باعمارهم للدفاع عن الوطن. وقال ان البعض نزل الى الساحة للمطالبة في زيادة ما، ولكن المتقاعدين العسكريين يطالبون بالقانون بابسط حقوقهم، وهم تعلموا من الدولة وفي المؤسسة العسكرية احترام القانون وحماية القانون وها هم اليوم يجلدون وتسلب حقوقهم وتعويضاتهم باسم القانون وهذا غير مقبول والمطلوب اقرار السلسلة للجميع بشكل عادل مما يساعد في تعزيز الدورة الاقتصادية في المناطق ولبنان اليوم يحتاج الى صدمة ايجابية، خاصة فيما يتعلق بقانون الانتخاب لانه لا البلاد ولا العهد الجديد يستطيع تحمل اي انتكاسة. ودعا بيطار الى الحوار البناء الذي يوصل البلد الى بر الامان لان تاريخ لبنان يشهد ان لا احد يستطيع الغاء احد وان الامان يبدأ بالامان الاجتماعي حين تسود العدالة جميع فئات الشعب.

احد العسكريين المتقاعدين لاحظ ان ايا من السياسيين لا يولي قضية العسكريين المتقاعدين اهمية حتى انه لم يلحظ اي تصريح لنائب في هذه القضية بالرغم من ان هؤلاء العسكريين يشكلون اكبر كتلة ناخبة في كل المناطق وخاصة في عكار، لكن هو على ثقة كما غيره من زملائه ان قضيتهم ستكون موضع اهتمام ورعاية من قائد العهد الجديد الرئيس ميشال عون.