IMLebanon

اللّقمة أم الثورة؟

 

 

هل يجدي استئناف الثّورة نشاط اندلاعها والعودة إلى الشّوارع والسّاحات من جديد، نشكّ في ذلك، هل بإمكان هذه المنظومة السياسيّة الوقحة أن تنقذ لبنان وشعبه، بكلّ تأكيد لا، فأي حلّ يحتاجه اللبنانيّون؟ فعلاً الحلّ في أن تتنحّى هذه السلطة بأكملها، هذا الطاقم الذي لم يشبع من أرزاق اللبنانيّين ولا من نهب دولتهم بعد، والذي يسعى لاستمرار سيطرته على مفاصل البلاد عبر الإدارة والتعيينات. الحلّ الوحيد الذي ينقذ المواطن ولقمته وأولاده ومستقبلهم هو في إزاحة هؤلاء عن كراسيهم مجردّ بقائهم على كراسيهم هو أكبر الكوارث النّازلة بلبنان!!

 

الأفق اللبناني أكثر من مسدود، لم يترك لنا هذا العهد ثقب أمل واحداً إلّا سدّه في وجه اللبنانيّين في استماتة يُبديها لتأمين مستقبل الصهر حتى لو كان خراب لبنان ودماره ثمن وصول الصهر إلى الكرسيّ، يبدو أنّ التّجارب المرّة مكتوبة على الشعب اللبناني كلّما دخل «ميشال عون قدراً» إلى قصر بعبدا، قدراً يكرّر حالة رفض الخروج من هذا القصر، ولو كان عمر الرئيس يسمح لتمسّك بالتجديد لنفسه ولكن خياره هذه المرّة أن يفرض الصهر قدراً كريهاً لرئاسة الجمهوريّة!!

 

أغلب الظنّ أنّ هذا الأفق المسدود ذاهبٌ في نهايته باتجاه انفجار كبير، أكبر بكثير حتى من انفجار 4 آب الذي يدخل اليوم شهره العاشر، وما يؤكّد ما ذهبنا إليه من أنّ هذه السلطة لم تفهم ولا تريد أن تفهم، أنّه لم يعد أمام المواطن اللبناني ترف استنزاف الوقت في حشد التظاهرات اليوميّة وحشد الشوارع وإحراق الإطارات وقطع الطرقات.. الأمرُ أعجل من ذلك لم يعد مقبولاً أبداً تضييع الوقت على هذه الشاكلة، البلد لا يستطيع انتظار النّزول إلى الشّارع في تجربة فاشلة سيسارع فيها تيار رئيس الجمهوريّة إلى حشد جمهور الرئيس على طريق بعبدا تأييداً له ولا نستبعد أن يخرج عليهم الرئيس مخاطباً جمهوره العظيم!!

 

ونميل إلى طرح السؤال، ماذا بإمكان الرئيس المكلّف سعد الحريري أن يفعل في وجه آلة التعطيل التي تقف عقبة في وجه تشكيله للحكومة؟ نحن من الذين يعتقدون أنّ أقوى ردّ يقدم عليه الرئيس سعد الحريري على سلوك العهد التعطيلي هو الاعتذار عن تشكيل هذه الحكومة، فليلقي الرئيس المكلّف عنه «التعويذة ـ اللعنة» المسمّاة تشكيل حكومة، وليختبر لمرّة واحدة نوايا «الثنائي الشيعي» الذي يدّعي في كلّ مرة أنّ سعد الحريري مرشحه لرئاسة الحكومة إلا أنه كفريق سياسي ينهزم سريعاً عندما يطرح مبادرة لفكفكة العقد ويقف متفرجاً على الحريري وهو يغرق في رمال التعطيل المتحركة، وهذا الصمت هو موافقة ضمنيّة على نهج رئيس الجمهورية التعطيلي وتأييد له!!

 

القوى العمياء ستبقى عمياء لأنها تتكالب على المصالح الشخصيّة، وأنّ اختفاء لبنان الذي نعرفه سيختفي مصحوباً بلعنة حزب الله الذي أوصل لبنان إلى الخراب ولن ينجو هو منه ولا بيئته، لبنان اعتاد على هذه الضربات وفي كلّ مرّة كان ينهض وشعبه من تحت الرّكام، سنخرج من مشهد النهاية هذا ومن دون أدنى شكّ العناية الإلهيّة التي تحيط بلبنان «وقف الله» ستتدخّل في اللحظة المناسبة.