IMLebanon

عملية رومية: هل يُحاسَب المتورطون؟

متى ينتهي فرع المعلومات من عملية التفتيش في مبنى الإسلاميين في سجن رومية التي بدأها منذ أسبوع؟ «بالاستناد إلى الفظائع التي تتكشّف، لا يمكن تحديد موعد ما»، بحسب مصدر مواكب في الفرع. العناصر المكلفون لا يكتشفون أسراراً في الفرش أو الخزائن أو الملابس فقط، بل داخل الجدران الإسمنتية أيضا، حيث خبّأ السجناء هواتف وشرائح وأجهزة اتصالات ومجسمات لقنابل يدوية كانت تستخدم للتدريب النظري و»كاتالوغ» تعليمياً على صنع المتفجرات وكيفية استخدام القنابل والأوقات المناسبة لذلك، إضافة الى حوالي ألفي هاتف خلوي وأجهزة مونتاج وتصوير فيديو وتسجيل صوتي… إلخ.

وتوضح المصادر أن المكتشفات تصور واحدة تلو الأخرى تمهيداً لتوثيقها وعرضها في وقت لاحق.

إثر انتهاء العملية الأمنية، رجح وزير الداخلية نهاد المشنوق أن تحتاج ورشة ترميم السجن إلى حوالي ثلاثة أشهر، لكنّ المبنى الذي لم يخضع لعملية مماثلة منذ تشييده عام 1968، يحتاج الى عمل طويل. حتى ذلك الحين، يقبع نزلاؤه في المبنى «د» المناسبة مواصفاته الإنشائية والأمنية، بحسب المشنوق. ولزوم اكتمال المشهد، نقل الكادر الأمني الذي كان مسؤولاً عن المبنى «ب» الى المبنى «د» وانضموا الى آمره النقيب كميل البعيني، فيما بقي في «ب» آمر المبنى النقيب يوسف الزعتري والحراس والموظفون الإداريون.

حوالي ألفي

هاتف خلوي وأجهزة مونتاج وتصوير فيديو وتسجيل صوتي

تنفّس هؤلاء الضباط ومن خلفهم المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص الصعداء بعد النهاية التي أنتجها عامان من الرصد وتنظيم تعداد السجناء وتصنيفهم ومحاولة ضبط المواد التي تدخل إليهم. وإذا كان البعض قد استحق تهنئة بصبوص والمشنوق، فماذا عن الضباط والجهات التي تورطت منذ عام 2005 في تشييد إمارة رومية؟ وهل تنوي الوزارة إتمام نصرها بمعاقبة أولئك المتورطين؟

في الأشهر الماضية، أحيل عدد من الضباط إلى التحقيق والتوقيف بسبب مخالفات ارتكبوها في رومية وغيرها، منها الحصول على رشى مقابل تمرير مواد، لكن هل يوافق على استدعاء أشخاص من جمعيات أو مشايخ كان يسمح لهم بالدخول إلى أقسام السجن من دون تفتيشهم أو تفتيش ما يحملونه؟ وهل يجري تعقب المسؤولين عن إدخال مئات العملات الورقية من آلاف الدولارات وملايين الليرات التي عثر عليها خلال التفتيش؟

حتى تقرر الدولة استعادة هيبتها كلياً في رومية، شرع الضباط والعناصر بـ «عمل الواجب». سابقاً، كان هؤلاء يتعثّرون بخطوط حمر كثيرة تمنعهم من فرض سيطرتهم على أمراء المبنى، فبقي هؤلاء خارج التعداد حتى العامين الماضيين. أما في اليومين الماضيين، فقد اشتكى بعض الموقوفين من الشدة التي يجري التعاطي معهم بها، فيما منعت إدارة السجون إدخال الأطعمة من الخارج ونشرت كاميرات مراقبة في الزوايا كافة.