IMLebanon

رسالة إغتيال إلى سعد الحريري

 

من قتل الحريري الأب ـ بكلّ الغطاء الدولي الذي كان يحظى به ـ قادر على قتل الحريري الإبن، محاولة اغتيال سعد الحريري، ما أشبه اليوم بالأمس، عندما اغتيل الحريري الأب كانت إيران تسعى للسيطرة على المنطقة، مع الصاروخ الذي انفجر على بعد 500 متر عن سيارة الإبن يعيش لبنان أكبر أزمة وجودية عرفها في تاريخه، مع محاولة إخراج إيران من المنطقة، فمن الّذي أشار على الرئيس سعد الحريري بشكل خاطىء وباستهتار القيام بزيارة شعبيّة إلى البقاع في قراءة خاطئة جدّاً لعمليّة شدّ العصب السُنّي، نحن نعيش مرحلة يصرخ فيها حزب الله «يا روح ما بعدك روح»، وهو الذي يحكم لبنان بالرؤساء الذين سماهم لمناصبهم، وممنوع أن يتجاوز أحد الخطوط الحمراء التي وضعها الحزب وللجميع!

 

يُشبه الصاروخ الذي انفجر على بعد 500 متر من موكب الرئيس سعد الحريري البقاعي عملية إطلاق صاروخين على تلفزيون المستقبل منتصف حزيران العام 2003 في تحذير شديد اللهجة وتهديد رسمي للرئيس رفيق الحريري، وعلى الرئيس سعد الحريري أن يأخذ الأمر على محمل جدّ الجدّ، إذ لا تكترث إيران كثيراً للاغتيالات التي قد تضطر لارتكابها للبقاء في سوريا والبقاء في لبنان والبقاء في العراق، لا يهمّ عدد القتلى ولا مكانتهم ولا أهمّيتهم ولا من وما يمثّلون كلّ ما يعترض أجندة إيران يتم سحقه بأي صورة كانت، نظرة على 14 شباط العام 2005، كان رفيق الحريري في حالة حوار مع حزب الله فيما كان هذا الحزب يحضّر لتنفيذ عمليّة اغتياله، كان حجر عثرة في طريق المشروع الإيراني في لبنان، في وقتٍ كان الحريري الأب يعتقد أنّه هو الذي يحاور الحزب كان الأمر على عكس ما اعتقد تماماً!

 

ممنوع على سعد الحريري أن يتحرك لا شمالاً ولا بقاعاً، ممنوع أن يخرج جمهور تيّار المستقبل لاستقباله واستعادة صورته زعيماً للطائفة السُنيّة، ولا يريد حزب الله «وجعات راس» في هذا الوقت، لا يريد حشوداً من أصله لا حشود تتظاهر غضباً من واقع لبنان رهينة إيران ومشاريعها، ولا حشود استقبالات وهيصة زعاماتيّة، مهما كلّفه الأمر…

 

تقتضي الأمانة أن نقول لا شيء يستحقّ أبداً أن يدفع سعد الحريري حياته ثمناً لتنفيذ سياسات إيرانية تدمّر المنطقة ولبنان، فبعد كلّ الذين سقطوا منذ العام 2005 يتحسّر اللبنانيّون على شبابهم عندما يرى ما آلت إليه الأمور في لبنان ويختصرونها بجملة «ضيعان اللي راحوا»!