IMLebanon

سعد الحريري …حين يذرف الدمع من القلب وليس من العين

 

 

… ومَن قال إن العين هي التي تذرف الدمع؟ إنه القلب الذي يذرفها حارقة لأنها تكون صادقة لا تعرف التلون ولا التصنُّع…

هي الدمعة التي خرجت من قلب الرئيس سعد الحريري حين كان يخاطب جيران قريطم ، لا بل اهل قريطم ، فاستعاد معهم ايام العز مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري حين كان قصرقريطم مركز القرار لبيروت لا بل للبنان ، هذا القصر الذي خرج منه الرئيس رفيق الحريري زعيمًا وعاد شهيدًا…

 

أمس 18 نيسان، طوى الرئيس سعد الحريري اعوامه الثمانية والاربعين اطال الله بعمره، وكأنه شاء ان يحتفل بعيد ميلاده حيث كان ميلاد ثورة الأرز حين حمل المشعل بعدما سقط هذا المشعل في الحفرة التي فتحها الإرهابيون المجرمون في ذلك الإنفجار الهائل الذي هزَّ لبنان في الرابع عشر من شباط 2005.

آنذاك كان عمر حامل الشعلة 35 عامًا إلا بضعة أشهر، ادرك ثِقل المسؤولية الملقاة على عاتقه، ادرك ان قدره أن يملأ الفراغ الذي تركه والده الشهيد، ويا لهول هذا الفراغ!؟ رفيق الحريري حمل وتحمَّل ما لم تحمله الجبال: بدأت الرسائل الدموية تصله وكانت البداية مع محاولة اغتيال النائب والوزير مروان حماده، لكنه استمر …

يا لسخرية القدر ! الزعيم الشاب استرجع هذا الشريط في قريطم امس، منذ لحظة اغتيال والده الشهيد وصولا الى استشهاد باسل فليحان الذي أكلته النيران لكنه بقي ينبض إلى ان توفي في يوم ميلاد الرئيس سعد الحريري بعد 64 يومًا على الإنفجار الإرهابي في السان جورج.

 

الزعيم الشاب استرجع هذا الشريط فخرجت الدمعة من القلب وغصت بها الحنجرة فلم يقوَ على الكلام لمخاطبة أهله وعائلته الكبرى في محيط قريطم الذين ذرفوا الدموع من العيون والقلوب، لكنه تمالك نفسه وعاد وخاطبهم، ولأن الظرف ظرف انتخابات فقد عاهدهم ان الانتخابات النيابية المقبلة مصيرية بالنسبة لبيروت، لأن هناك من يحاول ان يلغي فيها تيّار المستقبل وقصر قريطم وبيت الوسط، وليتابع: هوية بيروت عربية وهويتها السلام والاعتدال والحوار والعلم والثقافة، نحن نريد ان نحافظ على شوارعها وطرقاتها واحبائها وناسها وتاريخها، فيما هناك من يريد محو هذا التاريخ وتغيير الأسماء.

 

لم يقتصر الموقف عند هذا السقف بل ذكَّر بموقف النأي بالنفس الذي يمثل سياسة الحكومة اللبنانية، يقول في هذا السياق هناك من يلجأ للالتفاف على قواعد النأي بالنفس ويستخدم المنابر الانتخابية والإعلامية وسيلة للتهجم على الأشقاء العرب، الأمر الذي نصنفه في خانة الإساءة المباشرة لمصالح لبنان وابنائه الفاعلين الذين يكدون ويتعبون، وتجاوز حدود الإجماع الوطني في المحافظة على علاقات لبنان مع الدول العربية.

ووجه الرئيس الحريري نداء الى البيروتيين دعاهم فيه إلى التضامن لحماية هوية بيروت وقرارها السياسي والوطني من خلال دعوة أهلها لرفع نسبة الاقتراع إلى الحد الأقصى وقطع الطريق امام كل محاولة لوضع اليد على العاصمة وممثليها.

 

سعد الحريري دخل اليوم عامه التاسع والأربعين حماه الله، ليدخل في السابع من أيار المقبل الندوة البرلمانية للمرة الثالثة رئيسًا لكتلة نيابية من أكبر الكتل في مجلس النواب، وليدخل مجددًا الى السرايا الحكومية على رأس حكومته الثالثة.

 

إنه لمستحق، فهو المحافِظ على روح بيروت وعلى أمانة الوطن وعلى أمل الشعب.