IMLebanon

لماذا لم يتبنّ حزب الله عملية صفد؟

 

 

بخطى ثابتة يسير الوضع على الجبهة الجنوبية نحو مزيد من التأزيم والتصعيد، الذي يبقى دون حدود الارتقاء الى حرب شاملة حتى اللحظة، رغم ان المؤشرات الميدانية من حشود واستخدام لاسلحة كاسرة للتوازن يؤشر الى العكس، في وقت تتسابق فيه المساعي الديبلوماسية للجم اي فلتان، على وقع طلب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من الدولة اللبنانية، مواكبة انجازات المقاومة على الحدود بالتشدد في المفاوضات السياسية وازاء المقترحات المقدمة.

 

اوساط ديبلوماسية متابعة اكدت ان باريس دخلت بقوة على خط الاتصالات، بدعم واضح من واشنطن منذ ليل الاربعاء، للجم التصعيد على الحدود الجنوبية بطلب لبناني و”اسرائيلي” مشترك، لتفادي توسع الصراع، رغم ان العقبة الاساسية تبقى في الانطلاقة، حيث ترى بيروت ان ملفي غزة ولبنان مرتبطان، فيما ترى “تل ابيب” العكس.

 

من جهتها، كشفت مصادر في الثامن من آذار ان عملية قصف صفد والرسالة من ورائها، دلت على استراتيجية جديدة يجري اعتمادها من قبل حزب الله تقوم على الغموض البناء، اذ ان الحزب لم يتبن العملية كما انه لم يصدر اي بيان بشأنها، رغم ان الصواريخ وفقا لمصادر امنية من فئة الصواريخ المتطورة، كما ان سبعة منها سقطت في منطقة مفتوحة قصدا، اما الثلاثة الاخرى فهي التي الحقت اضرارها في مقر قيادة الجبهة الشمالية، تزامنا مع استهداف قاعدة ميرون، ومركز شرطة كريات شمونة، وهي اهداف ذات طابع استراتيجي.

 

ورأت المصادر ان الاخطر من الاستهداف هو نجاح حزب الله في تخطي منظومة دفاع القبة الحديدية التي لم ترصد ايا من الصواريخ، وهو ما خلق حالة ارباك لدى جيش العدو الاسرائيلي، ما يجعل وفقا لهذه القاعدة، كل المواقع “الاسرائيلية” الواقعة في نطاق الـ12 كيلومتر غير محمية.

 

وتتابع المصادر ان “الجيش الاسرائيلي” الذي كثف من وجود سلاح الجو في الاجواء اللبنانية على مدار الاربع والعشرين ساعة، من طيران حربي مجهز بقنابل من مختلف العيارات وطائرات الاستطلاع، غيّر خلال الايام الماضية من تكتيكاته، اذ بات يعمد الى قصف السيارات والاماكن التي يرصد فيها حركة، دون التقاط موجات لاسلكية صادرة عن اجهزة خليوية، وهو ما دفع بأمين عام حزب الله الى الطلب من الجنوبيين خلال اطلالته الاخيرة، عدم استخدام الهواتف الجوالة لارباك “الاسرائيليين”.

 

ورأت المصادر ان ما حصل في النبطية ليل الاربعاء، جاء كمحاولة جديدة للعدو لاظهار قوته و”استعراض عضلاته” من جهة، ولاجبار الحزب على الرد خارج منطقة العمليات المتعارف عليها من جهة اخرى، فضلا عن تأكيده النقص الاستخباراتي الذي يعاني منه، بعدما نجح امن الحزب في الحد من قدرات وحركة شبكات العدو من العملاء، التي فقدت الكثير من هامش حريتها، ذلك ان المعلومات التي نفذت على اساسها الغارة جاءت مغلوطة وغير دقيقة ولم تصب هدفها الاساس، وهو ما ادى الى سقوط الابرياء، رغم ان الضربة ادت الى سقوط احد قادة الحزب الميدانيين، كان سبق ونجا من عملية اغتيال في الثامن من شباط، وفقا لما تردد من معلومات.

 

واشارت المصادر بان استهداف النبطية بعد ضربة صفد، تؤكد ان الطرفين آخذان باتجاه توسيع قواعد الاشتباك، خصوصا ان “اسرائيل “بادخالها مدينة النبطية دائرة الاستهداف تغيّر قواعد اللعبة المعتمدة، وهي ان دلت على شيء فعلى دخول المواجهة مرحلة حرب المدن، علما ان النبطية هي ثالث مدينة جنوبية، وقد نزح اليها خلال الفترة الاخيرة عدد كبير من سكان القرى الحدودية.

 

وختمت المصادر بان رد الحزب على ما حصل في النبطية سيكون قويا، اذ بالتأكيد سيكون خارج منطقة الاشتباك الراهنة، وقد يكون حيفا. فخطة الحزب الراهنة بعد المستجدات الاخيرة، تقضي باعادة التوازن الى المعادلة، دون اعطاء “تل ابيب” ورقة جره الى الحرب في توقيتها.