IMLebanon

مدام بريجيت أو مسيو جان  

 

 

فوجئتُ بما انشغل به الفضاء الافتراضي التكنولوجي الفرنسي من حوار ساخن، وبالموضوع الذي يستأثر باهتمام الملايين، عبر وسائط التواصل الاجتماعي، في وقتٍ تغرق فرنسا في الأزمات المتناسلة على مختلف الصعدان. أما هذا الموضوع المثير فهو الخلاف في وجهات النظر الشعبية والإعلامية الفرنسية بين قائل إن عقيلة الرئيس الفرنسي السيدة بريجيت ليست امرأة إنما هي رجل اسمه الحقيقي جان ميشال، وإن إيمانويل ماكرون يعيش زواجاً مثلياً مع معلّمه منذ أيام المدرسة وليس معلمته التي تكبره بست وعشرين سنة، وأنه مضى على هذه العلاقة نحو ثلاثة عقود.

 

للتوضيح، إن القائمين بالحملة الكبيرة لا يهمهم أن يكون رئيسهم مثلياً، أو لا يكون، فالمسألة ليست مطروحة على هذا النطاق، فقط يهمهم أنه كذب عليهم حقبة طويلة من الزمن. حتى المنتديات المثلية تقف، في هذه النقطة، ضد نزيل قصر الإليزيه لأنه، حسب بعضهم، يخجل بكونه مثلياً، والمطلوب أن يجاهر بميوله التي يعيشها في الخفاء. وقد اضطر ماكرون الى النفي مؤكداً أن السيدة بريجيت «امرأة كاملة الأوصاف الأنثوية». وقد رد الناشطون عبر الفضاء الافتراضي بأنهم يدعونه الى مناظرة علنية تخضع خلالها السيدة الفرنسية الأولى الى كشف طبي، مباشرةً وبالصوت والصورة.

 

واللافت أنه سبق للرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما أن واجه حملة مماثلة، وادّعى المشاركون فيها أن لديهم معلومات عن ذكورية الأميركية الأولى «ميشيل» وأنهم يملكون الإثباتات العديدة، وأبرزها ظاهر في عنقها تحت ذقنها مباشرة ويبدو جلياً من خلال «جوزة العنق» التي لا تظهر عند النساء، وهي نافرة جداً في رقبة السيدة «ميشيل» التي اسمها حسب البيانات الرسمية ميشيل لافوغن روبنسون. علماً أن لفظ اسم ميشال مشترك بين الذكور والإناث.

 

وبعد، الحوار الدائر على نطاق واسع في فرنسا أعادني الى اسم بريجيت الى زمن المراهقة والصبا وفي الخاطر صورة الممثلة الفرنسية رائعة الجمال والأنوثة والجرأة والإثارة، دمية السينما اللعوب، بريجيت باردو التي اعتزلت الفن السابع وهي على القِمّة وقد قررتْ الدفاع عن الحيوانات، ولا تزال، اليوم وقد تخلت عن التبرج والبهرجة منذ ذلك الحين. كما حضرتني صورة الرئيس الفرنسي، في ذلك الزمن، فاليري جيسكار ديستان وهو يقفز من نافذة خلفية في قصر الإليزيه ليقابل عشيقته التي لم يكن أحدٌ ليشكك في أنها (فعلاً) امرأة كاملة الأوصاف.