IMLebanon

السعودية تعيد العراق الى عروبته

 

يوم بعد يوم يبدو أنّ عودة العراق الى حضن العروبة باتت واقعاً وفي استعادة للمرحلة منذ 27 سنة مضت كدنا نظن أنّ العراق أصبح إيرانياً، ولكن يبدو أنّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يوم عيّـن ثامر السبهان سفيراً في العراق، كان مدركاً لأهمية ما أودت إليه هذه الخطوة لاستعادة العراق.

 

لا شك في أنّ هذه كانت البداية ووجود السبهان في العراق جاء ضمن خطة لاسترجاع العراق، بدأ السبهان جهوداً جبارة في العراق وانفتح على جميع الأطراف خصوصاً الشيعة لأنه يعرف أنّ شيعة العراق لا ينسجمون مع شيعة إيران خصوصاً أنّ الايرانيين لا يعترفون إلاّ بولاية الفقيه ويريدون أن يشيّعوا أهل السُنّة بينما الشيعة العرب متعلقون بعروبتهم وبدينهم الاسلامي.

واستطاع السفير السبهان، خلال فترة قصيرة، أن يشكّل خرقاً في شيعة العراق، وهكذا كان اتصال مع مقتدى الصدر المرجعية العراقية الشيعية المميزة في العراق، وكذلك مع آية الله السيستاني وهو المرجعية الشيعية الأولى.

وعندما شعر السبهان أنّ هناك مؤامرة لاغتياله دبّرها اللواء قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الايراني ذهب الى عمّان واستطاع من موقعه الجديد في الاردن أن يتابع ما كان قد أسّسه خلال وجوده في بغداد من علاقات وتفاهمات.

وعندما انتقل الى الرياض وتسلّم وزارة شؤون الخليج استطاع من موقعه الجديد أن يعزّز علاقاته مع العراق، وهكذا جاءت زيارة وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي الى السعودية وفتح الحدود بين السعودية والعراق وإعادة رحلات الطيران السعودي الى مطار بغداد (شركة تاس السعودية) بعد انقطاع دام 27 سنة… وهكذا فتحت العودة ولم تقف عند هذا الحد، بل تناولت سائر ما يستلزم التطبيع بين أي بلدين… بمعنى أنّ الآتي سيكون أكبر وأكثر شمولاً.

بالأمس قام رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي بزيارة الى المملكة وتحديداً الى الرياض وكان معه وفد حيث تم التوافق على توقيع معاهدات عديدة كان وزير خارجية أميركا ريكس تيلرسون حاضراً في المحادثات التي أدّت الى بعضها… ولقد يكون أبرزها المذكرة التي وقعها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحيدر العبادي وهي تتناول تأسيس المجلس التنسيقيين البلدين، وإسم هذا المجلس يدل عليه وهو التنسيق في الأمور كافة.

وفي منأى عن الدور المهم الذي يقوم به الوزير السبهان في هذه المرحلة، وهو الذي كان قبل أيام أحد أوّل كبار المسؤولين الذي تفقّد الرقّة بعيد تحريرها من “داعش”… في منأى عن هذا الدور يبدو أنّ القيادة السعودية ممثلة بالملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان قرّرت أن تضع حداً للنفوذ الإيراني في البلدان العربية لوقف تحويلها الى النفوذ الفارسي، ولوقف عملية تشييع أهل السُنّة… وهذا يكون إمّا بالمواجهة العسكرية حيث تقتضي ذلك (كما في اليمن على سبيل المثال) وإمّا بالمواجهة الديبلوماسية، وربما تكون جدواها كبيرة، (كما في عودة العلاقات الى طبيعتها مع العراق)…