IMLebanon

وزير التربية وعنصرية تسجيل التلاميذ الأجانب  

 

في كلّ بيان أو مذكّرة يذكّر وزير التربية طارق مجذوب اللبنانيين وغير اللبنانيين من أم لبنانية بأن التعليم حقّ لكلّ إنسان لا نعرف تحديداً من يذكّر بهذا الحقّ؟ هل يذكّر نفسه لأنّ هناك شريحة من التلامذة الأجانب وهم شريحة من تلامذة المدرسة الرسمية في المناطق اللبنانيّة، وهم من جنسيات مختلفة من الفلسطينيين والسوريين وجنسيات أخرى من الجاليات التي غضب الله عليها وأقامها في أكثر بلاد الله عنصريّة، وغالب هؤلاء مقيمين على الأراضي اللبنانيّة وهم من غير مدارس الأونروا للفلسطينيين ومن غير الملحقين عبر برنامج الأمم المتحدة للاجئين السوريين، هم خليط من أطفال يحقّ لهم عبر شرعة حقوق الطفل أن يتلقّوا التعليم في مدارس البلد الذي ولدوا فيه ووجدوا ذويهم يعملون فيه، ولكن حتى تاريخه ومع أن وزير التربية ينقل عنه كل المعنيين بهذه الأزمة أنّه وعد بتسجيل كلّ التلاميذ، علينا أن نسألهم وآخر من نقل عنه السيدة بهيّة الحريري، متى تصدر مذكرة تسجيل الطلاب الأجانب؟ لماذا يدفع طفل أجنبي ثمن العنصرية اللبنانيّة مرّة تلو الأخرى، مرة بسبب لونه أو عرقه من دون يفهم لماذا تعامله هذه معلمة بقسوة تميّز بينه وبين رفاقه في الصف، ولماذا إذا شكا لها من تنمّر أولاد عليه في الملعب تجاهلته وقالت له إذهب الآن، ولماذا تتجاهل أذناها صوت زميل له وهو ينادي عليه يا “شوكولا”، أو يتنمرون عليه بسبب جنسيته!!!

 

وكأن كلّ معاناة التنمّر والعنصريّة التي قد يواجهه الطفل الأجنبي في المدرسة لا تكفيه فيواجه عنصريّة وزارة التربية التي تهمس في أذن مديري المدرسة الرسمية “أوقفوا تسجيل التلامذة الأجانب القدامى (المرحلة الإبتدائية)”، يتجمّد الدم في عروق مسؤولي هذه المدارس كيف ننظر في عيون تلاميذنا ونقول لهم لا تستطيعون الذهاب إلى المدرسة هذا العام؟! وتتخطّى العنصريّة الطفولة التي لا تعرف، إلى الطفولة التي تعرف أنهت مرحلة تعليميّة لتبدأ أخرى، تسأل متى سيسجلوننا في المدرسة هؤلاء في عمر التفتح تجاوزوا المرحلة الإبتدائيّة وانتقلوا إلى المتوسطة ويقفون على بابها يتسوّلون من وزير التربية مذكّرة لتسجيلهم، ولكن متى تصدر؟!! “قال معاليه وعد بتسجيل الجميع”!!

 

تتسوّل الدولة اللبنانيّة ملايين الدولارات بحجة أن التعليم حقّ لكلّ طفل، وتتحمّل اليونيسيف كلفة كبرى من تمويل التعليم الرسمي ولو كان الأمر “تكلة” على الدولة لحرم منه التلامذة اللبنانيّون وكلّفهم الكثير، لطالما تسوّلت الدولة كلفة التعليم من الدول العربيّة ومن الأمم المتحدة، وها هي تسقط في امتحان إعطاء هذا الحقّ  لأصحابه!!

 

ومن هنا، نناشد كلّ المعنيين في ما تبقّى من دولة وعوضاً عن تضييع الوزير وقته في اتخاذ قرارات والتراجع عنها، أن يطالبوه بإصدار هذه المذكرة من دون ممارسة مراوغة انتهاء موعد التسجيل يوم الخميس المقبل أو عدم وجود مقاعد شاغرة فيتم تضييع مستقبل أطفال يتلقّون تعليمهم منذ صف الروضة أولى في المدرسة الرسمية وليس مقبولاً أن يتمّ حرمانهم من التعليم بسبب سوء إدارة لم تشهد وزارة التربية مثله في تاريخها!!

 

هذه العجالة نضعها برسم المعنيين الذين تتموّل منهم وزارة التربية ملايين الدولارات فيما هي تمنع أطفالاً حقّهم في التعليم، ذنبهم الوحيد أنّهم ولدوا في بلد التجارة والعنصريّة!!