IMLebanon

الحرب المذهبية – الشيعية – الاثني عشرية؟!

 

لم يقصر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في اعطاء توصيفات مذهبية خالصة للحرب في اليمن، حيث تحدث باسهاب عن وجهة نظر ايران بالنسبة الى هذه المشكلة الشيعية – الاثني عشرية – الجعفرية التي لو كانت غير ذلك لما وقعت الحرب ولما كانت الانتقادات بحق المملكة العربية السعودية والبقية الباقية من الاقطار العربية ذات الغالبية السنية التي فتحت النار على اليمن، من غير ان يأتي على ذكر المسببات التي حتمت الحرب في شكلها المذهبي الايراني.

كان بوسع نصر الله ان يتناول الموضوع من زاويته العربية الصرف، لكنه قصد تكبير حجره الايراني – المذهبي قبل ان يفقد قدرته على القول ان الحرب ما كانت لتحصل لولا الغاية المذهبية – الايرانية التي خاض غمارها في ستة وثمانين جملة غير مفيدة، الا في حال كان المطلوب منه الكلام بحسب ما هو مطلوب منه والا لما كان فهم وافهم من كان يعنيه في صراع المنطقة وهو صراع مستجد لا غاية من ورائه  سوى المذهبية التي لا طائل منها وفي مقدمها اعطاء زمام المبادرة امام حرب كلامية وصراع سياسي اين منه الصراع المذهبي الدائر في مملكة البحرين وفي غيرها من المناطق ذات الاقلية الشيعية!

ان السيد عندما اعطى تفصيلات شيعية – ايرانية – مذهبية للصراع الدائر في اليمن قد تناسى ان من تسبب في المشكلة هم جماعة الحوثيين، حيث لا سابق لكلام عن مثل هكذا نزاع لولا تدخل الايرانيين في اليمن وكما سبق لهم ان فعلوه في البحرين، حيث الامور هناك عالقة بانتظار ترجمة  ما في ذهن طهران من مشاريع وتصرفات لا علاقة لها بالعرب والعروبة وفلسطين، التي مر ذكرها على لسان سماحة السيد وكأن الامور العالقة في هذا الصدد ما كانت لتحصل نكسة او نكبة لولا الزعم ان السعودية لم تحرك ساكنا لاستعادة فلسطين من براثن الاحتلال الاسرائيلي.

صحيح ان نصر الله لم يقل ماذا فعلت ايران للحق الفلسطيني السليب، ربما لان لا شيعة فيها توصلهم الى حقوقهم المسلوبة، فيما تحركت النخوة الشيعية – الاثني عشرية – المذهبية في اليمن وبصورة شبه مفضوحة، لان الحرب قد فاجأت ايران ومعها حزب الله ومن يدور في فلك الاثنين معا، فيما تذكر السيد الثورة السورية وشقيقتها ثورة العراق للدلالة على ان في الافق الشيعي – المذهبي ما يتخطى الكلام على العموميات العربية من غير حاجة الي نجاسة عبرية؟!

يبقى كلام كثير عما قيل عن  ان في سوريا اقل من خمسين عسكريا ايرانيا. فيما يعرف القاصي والداني ان غرفة العمليات الحربية هي بقيادة ضباط من الحرس الثوري، وان عدد هؤلاء لا يقل عن ثلاثة الاف يتكتم   معظمهم امام الاعلام وفي الظهور العلني، مثلهم مثل مقاتلي حزب الله الذين يعرف عن استشهادهم في سوريا من خلال تشييع الضحايا ان في الضاحية الجنوبية او في مناطق شيعية جنوبية ام بقاعية، لتبقى الحرب في سوريا دائرة على اساس الثقل الشيعي – العلوي بمساندة حزب الله والحرس الثوري الى جانب الخبراء الروس وزملائهم الصينيين!

ان الامين العام لحزب الله ما كان ليخوض في تفاصيل الحرب في اليمن لولا رغبة ايران في كسر الصمت العربي والاجنبي الذي عبر عنه معظم الاقطار العربية والغربية، لان ما فعله الحوثيون في الايام القليلة الماضية من انقلابهم العسكري في اليمن، بلغ الذروة في مواجهة الشرعية، حيث قيل ويقال انه لو «الدفشة» الايرانية لما كان الحوثيون قد انقلبوا على السلطة، بحسب دلائل مفادها ان الانقلابيين من الحوثيين لم يكونوا يتوقعون مواجهتهم عربيا، لانهم مقتنعون بما املته طهران عليهم من تطمينات تقول ان الايرانيين سيكونون بالمرصاد لاي حرب ضدهم!

ان مجالات ايران في الخليج العربي قد اعطيت صورة دولية مضخمة  عن قدرات طهران، بعدما دخلت مفاوضات وجها لوجه مع الاميركيين في الملف النووي، اضافة الى ان التحرك العسكري الاميركي لم يقطع الامل من عملية خاطفة لتدجين الايرانيين، والشيء بالشيء يذكر في مجال اظهار ايران انها قادرة على مواجهة قدرها الغربي بعد طول كلام على انها مستعدة لدخول حرب مع محيطها من غير حاجة للتوقف عند المبررات السياسية، لان واشنطن غير باريس ولندن حيث لا بد وان تكشر عن انيابها عندما تدعو الحاجة؟!

الصحيح في هذا المجال انه عندما يقال ان الحرب في اليمن ليست مجرد نزهة عربية، تكون وجهة نظر ايرانية، بدليل ان ما حصل في خلال الايام القليلة المنصرمة قد ادى الى ما يشبه تدمير القوى العسكرية للحوثيين، وان الحرب لن تتوقف قبل القضاء على النزعة المذهبية – الشيعية – الاثني عشرية في طول العام العربي وعرضه؟!