IMLebanon

«التسوية» في مهبّ العاصفة… عون يخوض المعركة والسفينة مجددا

 

توالت تغريدات الوزير السابق وئام وهاب على مدى ساعات «الويك اند» تطالب بالتفتيش والبحث عن مصير الرئيس المستقيل سعد الحريري ومعرفة هل استقال تحت الضغوط ام وضع بالاقامة الجبرية اسوة بالمسؤولين والأمراء السعوديين، فيما لم يجد الوزير جبران باسيل كلاماً يقوله عقب استقالة سعد الحريري من الحكومة إلا الحديث والتعبير عن مخاوفه من تضييع فرصة لبنان في التوقيع على اول تلزيم لعقد للغاز كان مفترض ان تقره الحكومة في عرض البحر، فباسيل فضل ان «يغرد» في انتظار جلاء غبار هبوب العاصفة التي هبت على العهد العوني وحيث لم تفهم خطوة الحريري واسبابها ودوافعها، وهي التي اصابت اكثر ما اصابت بعد التسوية الرئاسية العهد الجديد والتيار الوطني الحر الذي كان يتناغم ويتماشى مع رئيس الحكومة الى ابعد الحدود. وإذا كانت الرئاسة الاولى تعاطت أولاً مع حدث الاستقالة بواقعية سياسية وتقبل «المصاب والصدمة» بدون تشنج سياسي فتتالت بيانات القصر عقب اتصال الحريري برئيس الجمهورية قبل ان يبادر رئيس الجمهورية الى حملة الاتصالات بالقيادات السياسية والمراجع الأمنية والاقتصادية والمسؤولين المعنيين بالدولة والملفات الحيوية لانقاذ ما يمكن انقاذه من اي تداعيات، فان رئاسة الجمهورية حاولت «على طريقة ميشال عون» في مسيرته السياسية والعسكرية السابقة الى محاولة احتواء الموقف اولاً وتبيان الاسباب والدوافع وحماية كل المواقع في الدولة التي يمكن ان تتشظى من الاستقالة كما يقول قريبون من الرئاسة قبل ان يبادر رئيس الجمهورية الى التصرف بحزم مع الواقع السياسي الجديد خصوصاً وان أخطر من استقالة سعد الحريري وتداعياتها على لبنان قد يكون الحملة المبرمجة او الاندفاعة الخليجية والسعودية مع اضافات «اميركية» وتوجهات لمعاقبة ومحاسبة العهد على تماسكه ونجاحه بعد مرور عام في انجاز الكثير من الملفات، واهم من ذلك الحملة القاسية التي تقودها السعودية لمحاسبة العهد العوني على دعمه للمقاومة.

وعليه بقيت بعبدا تحت وطأة الاستقالة تنتظر طوال يوم أمس الاتصال التوضيحي والتفسيري اكثر من سعد الحريري فيما صدر  «ألأمر الرئاسي» فور تسرب خبر الاستقالة وعلى مدى الساعات التي تلت الى المقربين من الرئاسة والى التيار الوطني الحر ووزرائه ونوابه بالتروي قبل اصدار المواقف لعدم المساهمة في تشنيج وتوتير الاجواء اكثر،  رغم معرفة وادراك بعبدا فداحة وتداعيات الاستقالة، وان التسوية الرئاسية طارت والبلاد اصبحت في عين العاصفة الاقليمية بحسب الاوساط القريبة من بعبدا، وبالتالي فان دوائر بعبدا تقصدت التروي وضبط النفس على قاعدة «wait and see» لاستيعاب ما حصل بداية وحيث ان المبادرة الى الهجوم لاستلام زمام المعركة عن جديد لمواكبة المرحلة التغييرية الجديدة، وعليه فان الفريق العوني التزم على عكس قيادات في 8 آذار التهدئة بداية مع استقالة الحريري بناء على تعليمات من القصر لاستشراف معالم المرحلة وما يمكن ان يقرره رئيس الجمهورية.

بدون شك فان لدى بعبدا كما تقول الاوساط معطيات معينة، لكن ليس كل الحقيقة، لم يحاول المقربون منها إلا التزام الصمت في بعض المراحل خصوصاً ان الشائعات كانت متناقضة، بين من رأى في الاستقالة ضغوطاً الى حد اعتبار ان سعد الحريري في الاقامة الجبرية شانه شأن قيادات وأمراء سعوديين، وبين من اعتبر من فريق الحريري السياسي ان رئيس الحكومة بصحة جيدة، وفريقه سينضم اليه لاحقاً الى المملكة وقيادات من فريق 14 آذار.

حالة الارباك التي سادت الساحة السياسية من الاستقالة بدون شك كان وقعها اقوى على التيار الوطني الحر الحليف الاساسي للتيار ألأزرق، تعميم رئيس التيار الوطني الحر كان واضحاً لمناصريه بالتهدئة وعدم التعبير عن المواقف والمشاعر على وسائل التواصل الاجتماعي لجلاء ملابسات الاستقالة وبعدها لكل حادث حديث، مع هذا كان لا يمكن اخفاء مرارة واحباط فريق عوني اساسي مما حصل ومن انهيار التسوية السياسية مهما كانت الأسباب التخفيفية التي تعطى لخطوة الحريري، كانت التبريرات ان فريق الحريري اللصيق المتمثل بمنسق ومهندس العلاقة من قبل المستقبل نادر الحريري لم يحضر مع رئيس الحكومة الى المملكة، وقد يكون وقد لا يكون على معرفة او اطلاع بالاستقالة «حتى الحريري ربما كان لا يدرك ما سيحصل في السعودية» يتابع عونيون، وعليه تقول اوساط عونية ان العهد سوف يتجاوز المحنة إلا إذا كان المرسوم من خرائط وخطط دولية وإقليمية أكبر من قدراته، لكن الرئيس ميشال عون معروف وفق الاوساط بصلابته وهو تجاوز محن وخضات أكبر من الوضع الراهن مع التسليم بانتكاسة التسوية الرئاسية. وبالتالي فليس حتمياً ان لبنان سيدخل في أزمة حكم، وكما ابصرت حكومة سعد الحريري النور يمكن ولأي حكومة أخرى ان تولد بسرعة ايضاً، فرئيس الجمهورية ألأقوى شعبياً وتمثيلياً قادر على ايجاد المخارج بعدما أنجز تعيينات وجرى ملء الفراغ في المؤسسات. فالاستقالة احدثت صدمة لكنها لن تسبب زلزالاً مدمرا أذا لم يحدث الانقسام الداخلي واذا توافرت اللحمة الوطنية وكفت يد الفتنة.وبالتالي فان رئيس الجمهورية لن يفتح معركة او يرضخ لاي ضغوط او إملاءات خارجية ضد حزب الله، فهو يعتبر المقاومة جزءاً من النسيج الوطني ولم يخذله ولن يفعل مهما كانت المبررات والاسباب.