IMLebanon

توطين النازحين السوريين…. وإلغاء لبنان

 

انذار دولة قبرص، بان الامور اذا انهارت في لبنان ستكون اوروبا امام موجة نزوح للسوريين كبيرة، يدل الى ان الدول الاوروبية ستفعل كل ما بوسعها لتأمين مساعدات للنزوح السوري، و”رشوة” مسؤولين في لبنان، لتبعد النازح السوري عنها و”تغني له”.

 

اما نحن، كشعب لبناني، نجد انفسنا امام مؤامرة دولية تريد توطين النازحين السوريين في بلدنا وتهجيرنا، فيتغير المجتمع اللبناني وتتبدل هويته، وتنسف ديموغرافيته ويغرق لبنان وطننا المقدس، في وحول المخططات التي تعد له.

 

وكأن التاريخ يعيد نفسه. عندما جاء الفلسطينيون من الاردن الى لبنان، البعض منهم اضاع البوصلة في نضاله، حيث رأى ان لبنان يمكن ان يكون الوطن البديل لفلسطين بدلا من توجيه سلاحهم نحو “اسرائيل” ليعودوا الى فلسطين. ووقعت الحرب الاهلية بعدما اراد العرب والفلسطينيون تفجير تناقضات لبنان، ليصبح ساحة مفتوحة لتنفيذ مؤامرات خبيثة بحق لبنان، انما الشعب اللبناني اظهر انه قادر على احباط هذه المؤمرات، ولو انه دفع الثمن غاليا.

 

اليوم، يجد الشعب اللبناني نفسه امام خطر وتهديد كبير لكيانه، يتجسد بالنزوح السوري الكثيف الى لبنان المنهار اقتصاديا وماليا واجتماعيا وسياسيا. ومقابل هذا الخطر الذي سيكون نهاية للكيان اللبناني، لا نجد ردة فعل او خطة من الدولة، او انتفاضة شعبية تساوي حجم التهديد الماثل امامنا. والحال اذا كان اللبناني يعتمد على حل خارجي لتسوية موضوع النازحين السوريين فهو واهم، ولا يعلم مَن هو عدوه ، فالغرب هو من يريد توطين السوريين في بلدنا. فأين “الجنون” اللبناني الذي يجب ان ينفجر بوجه “جنون” مخطط التوطين للسوريين ؟ اين الصوت العالي للزعماء الذين يغالون بمحبتهم للوطن؟

 

“الجنون” الحاصل في نزوح السوريين الى لبنان، يجب ان يقابله “جنون” لبناني يمنع ويحبط ويرفض نزوحهم باي شكل من الاشكال . وبالجنون نعني ان تنطلق ثورة او انتفاضة ضد الامم المتحدة التي تساعد النازحين،كما تظاهرات متتالية امام سفارات دول اوروبية تدعم بقاء النازحين السوريين في لبنان. بيد انه اذا انتظرنا الزعماء لحل هذه المسألة فسيكون الانتظار دون جدوى، حيث ان كل ازمة في لبنان لا تحل بوقت قصير، بل عادة تأخذ سنوات لحلحلتها.

 

اما الجيش وقوى الامن العام فهم واقفون بالمرصاد امام مخطط التوطين، ويحاولون قدر الامكان وبشتى الوسائل اعادة النازحين السوريين الى بلادهم، ولكن الشعب يجب ان ينخرط ايضا في دفع النازحين الى العودة الى ارضهم.

 

وحده “الجنون” هو الذي سيعيد النازحين السوريين الى بلدهم، والا فلنرفع من الآن الراية البيضاء باننا رضخنا واستسلمنا للامر الواقع.