IMLebanon

الرئيس بشير الجميّل: «قسمٌ على روح غائب»

تحلّ غداً الذكرى السابعة والثلاثين على اغتيال حلم لبنان برئيس يبني لنا دولة لا مزرعة، سبعة وثلاثون عاماً على اغتيال الرئيس الشيخ بشير الجميّل، و»عيون بشير تشوف» أيّ مزرعة أصبح لبنان!! في هذه الأيام العصيبة التي تحاصر لبنان وتريد بالإكراه تغيير هويته لتصبح إيرانيّة، الهويّة التي حارب بشير الجميّل للحفاظ عليها نحن أحوج ما نكون إلى خطاب القسم الذي لم يقدّر للرئيس بشير الجميّل أن يقسمه وهو وثيقة تاريخيّة تُعلّم اللبنانيّين معنى «المواطنة» والولاء للبنان، خطاب القسم الذي لم يُقدّر للبنانيّين أن يسمعوه من رئيسهم الشابّ يشكّل دليلاً صارخاً وموجعاً على أن مصيبة لبنان كانت دائماً في ارتهان قسم من شعبه للآخرين، وفي هذا القسم تجلّى تصوّر بشير الجميّل للبنان ودولته ورئيسه وشعبه ومؤسساته الدستورية إذ يقول: «لا أقسم اليمين الدستوريّة أمامكم لتكونوا شهوداً فحسب، بل شركاء انتخبتموني، ساعدوني وإذا قضى النظام الديموقراطي البرلماني بأن يُؤدّى القسم عبر مجلس النواب، من دون سواه، فلكي يُلزمه قبل سواه مساعدة رئيس الدولة في اشتراع وإقرار كل ما يؤول إلى تنفيذ القسم القاضي باحترام دستور الأمّة اللبنانية وقوانينها، وحفظ استقلال الوطن وسلامة أراضيه. لكن لا الدستور مصون، ولا القوانين مطبقة، لا الاستقلال كامل، ولا الأرض محررة، لا الوطن سيّد، ولا الأمّة موحدة، إنّ قسمي على روح غائب»…

 

أما كيف رأى بشير الجميل هذا الكيان اللبناني، لقد سبقنا بشير بما يقارب الأربعة عقود عندما وثّق رؤيته للمجتمع اللبناني وعلى أيّ صورة يجب أن يكون: «يجب أن يبقى مجتمعنا اللبناني أصيلاً حراً منفتحاً ومتعدداً. أصالته التراثية لا تعوق انطلاقته الكونيّة. انفتاحه الشمولي لا يطغى على جوهره الذاتي. حريّته المتنوعة لا تُسيء إلى حرمة نظامه. تعدديّته الحضارية لا تؤثر على وحدته السياسية والكيانية. فلا أولوية في الولاء ولا شراكة في الولاء، ولا ولاء إلا للبنان»… في «محنة الهويّة الإيرانيّة» التي يُحاول حزب الله أن يفرضها على اللبنانيّين ألا يستحقّ هذا الوصف أن يكون دستوراً للمواطنيّة وللوطن؟؟

 

وفي خطاب القسم الذي لم يتسنَّ للرئيس الشيخ بشير الجميّل أن يُلقيَه حدّد بشير دور الموالاة والمعارضة، أليست هذه «خوانيق» لبنان التي تزهق روحه بعد كلّ انتخابات، ومع كلّ تشكيل لحكومة جديدة، كان بشير الجميل ثاقب النظر وعميق الفهم لأزمات لبنان ففي خطاب القسم يختصر واقعنا السياسي الركيك اليوم: «إنّ الدولة وحدة لا تتجزّأ، تُقبل بكلّيتها، أو ترفض بكلّيتها. ولا يحقّ أساسأ لأيّ فئة أن تُعارض الشرعية في ممارسة حقوقها، بل واجباتها، للدفاع عن شعبها. فالمعارضة تقف عند سياسة الدولة ولا تطاول مؤسساتها. معارضة سياسة الدولة ربما هي ضرورة برلمانية. معارضة مؤسسات الدولة هي حتماً ضرر وطني. […] الإجماع الوطني تسوية ديموقراطيّة، الوفاق قناعات موحدة تجاه الوطن، لا تنازلات متبادلة بين فئات الوطن»…

 

لو قدّر لبشير الجميل أن يحكم لبنان، وبحسب خطاب القسم الذي لم يُتِح له أن يؤدّيه لـ»يقبض على أزمّة الحكم»، ولو أصغى العرب واللبنانيّون لتحذيرات بشير الجميل في العام 1980 وهو يُنبّه اللبنانيين من خطر الخميني وإيران المقبل على لبنان المنطقة، كنّا وفّرنا على أنفسنا سماع الكلام السامّ لأمين عام حزب الله حسن نصرالله وهو يهدّد اللبنانيين والعالم بأنّه جاهز لخوض الحرب دفاعاً عن إيران!!