IMLebanon

اطلاق النار على الراعي يتكرر تبعاً لجغرافية زياراته

 

تتغيّر التساؤلات الموّجهة كل فترة الى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بحسب الزيارة التي ينوي القيام بها، فبين زيارته سوريا في شباط من العام 2013 ، ثم تبعتها زيارة الى الاراضي المقدسة في ايار العام 2014، اطلق النار السياسي في إتجاه الراعي مرات عدة من فريقيّ النزاع 8 و14 آذار، ثم ما لبث ان اخمد لان البطريرك لم يرد على احد، فقام بزياراته الرعوية لان لا احد يملي عليه ماذا يفعل.

فالبطريرك يلقى تارة الدعم من مجموعة سياسية بحسب الموقف المستجد، وطوراً يتلقى الانتقاد من مجموعة اخرى لا تجد في موقفه ما يتناسب مع سياسـتها، لذا تبدو علاقته مع الفريقين المذكورين متـأرجحة دائماً وغير ثابتة تبعاً للمستجدات، لكنه يواجههم بمواقفه الداعمة للبنان فقط وليس لفريق سياسـي معـيّن، لانـه لا يـغيّر فـي الثوابـت ولا يدخل في زواريب السياسة، اذ يحـاول ومـنذ انتخابه ان يفتح صفحة جديدة مع الجميع، هكذا تنقل مصادر الصرح موقف الراعي وتقول: «نعمل على ان يكون الصرح البطريركي عـلى تواصـل دائـم مع كل المسؤولين تحت لواء «الحوار مع الجميع»، اي كل القوى السياسية من دون إستثناء، ومن الخطأ ان يعمد البعض على إظهار بكركي وكأنها ضمن تموضع سياسي معيّن، لافتة الى ان الراعي يحاول جمع المسيحييّن وبالتالي اللبنانييّن حول قواسم مشتركة بمعزل عن اختلافاتهم في السياسة، ويعمل من خلال زياراته الى مختلف البلدات والقرى اللبنانية على لمّ شملهم ، وبكركي لا تميّز بين فريق وآخر وهي ليست طرفاً ضد آخر، مؤكدة انه من الظلم إعتبار دفاع الراعي عن بعض الثوابت والقيم وكـأنه تحوّلُ في النهج، لذا على البعض ان يفهموا بأن مواقفه لا تعني الاصطفاف السياسي الى جانب اي فريق.

وذكّرت مصادر الصرح بما جرى قبل اكثر من عامين خلال زيارة الراعي سوريا، اذ لقي حينها سلسلة احتجاجات للوهلة الاولى من الفريق المعارض، لكنه كما ذهبَ عاد لانه لم يقم أي لقاء سياسي هناك، لان زيارته كانت لتنصيب البطريرك يوحنا العاشر اليازجي اي انها بروتوكولية ورعوية فقط ، لكن التفسيرات حينها خلقَت نوعاً من التصادم السياسي، كذلك الامر بالنسبة الى زيارته الاراضي المقدسة العام الماضي والتي اطلقت تحليلات لا اساس لها من الصحة، مع التأكيد بأن لا احد يستطيع ان يزايد على وطنية البطريرك الماروني، اذ كان من الطبيعي ان يستقبل البطريرك البابا فرنسيس في أبرشية تابعة له، وهي الزيارة الاولى لبطريرك ماروني الى الاراضي المقدسة منذ العام 1948، فالبطاركة الموارنة زاروا القدس في العصر الصليبي والمملوكي والعثماني وفي زمن الانتداب البريطاني ليؤكدوا ان القدس مسيحية، والبطريرك الراعي عاد ليثبت اليوم هذه المقولة»، موضحة بأن هنالك اتفاقاً ضمنياً بين السلطات اللبنانية ومسؤولي الكنيسة المارونية يتم بموجبه ارسال رهبان وراهبات وكهنة لبنانيين الى الاراضي المقدسة، حيث يوجد مسيحيون علينا عدم نسيانهم.

واشارت المصادر الى ان زيارة سوريا هذا الاحد رعوية ايضاً ولن يلتقي الراعي اي مسؤول سوري، لان الدعوة وُجهت له من قبل الكنيسة فقط، بحيث سيزور الرعية في دمشق ويقوم بتدشين المركز الإجتماعي الماروني، كما سيُلبّي دعوةَ البطريرك اليازجي يوم الاثنين الى تدشين المقرّ البطريركي، على ان تعقد قمة مع البطاركة، مع الاشارة الى ان ترتيبات الزيارة اُنجزت خلال وجود الموفد البابوي الكاردينال دومينيك مامبرتي في بيروت، ما يؤكد وجود تغطية فاتيكانية للزيارة بناءً على تمنٍ روسي على البطريرك اليازجي لعقدها، بهدف تفعيل دور المسيحيين في الشرق، وبالتالي إيصال رسائل تؤكد رفضها لما يجري للمسيحيين في المنطقة من تهجير وإضطهاد، والتأكيد على دورهم الفاعل، وبأنهم ليسوا جاليات بل من المتجذرين في هذه الارض وسيبقون فيها.