IMLebanon

رسائل اشتراكية الى الوطني الحرّ: نتلقى المناخات الايجابية بالانفتاح

 

حتى ولو غاب عن عمق الحياة السياسية، سيبقى وصف النائب السابق وليد جنبلاط بأكثر السياسيين قدرةً على قراءة عناوين المرحلة الحالية والمقبلة هو الوصف الدقيق، ولو حمل العداء للبعض فهو يعود أدراجه لينتفض على ذلك العداء، لانه لن يدوم طويلاً اذ يرفض العودة الى زمن التقوقع والشعارات الضيقة والإنعزال السياسي، لذا يعمل دائماً على تأسيس مرحلة جديدة يكون عنوانها الانفتاح والابتعاد عن التقوقع، فيعود دائماً الى اعتماد الحياد في أي صراع .

 

اليوم وبعد مروره بمطبّات حادثة قبر شمون، وما رافقها من تداعيات سلبية عليه وعلى الحكومة والوضع ككل في البلد، بسبب الخلافات التي ترافقت مع تلك الاحداث فوضعت الزعيم الاشتراكي ضمن تموضع صعب، اذ إبتعد عنه المدافعون في تلك الفترة غير البعيدة زمنياً بإستثناء القوات اللبنانية، التي وقفت الى جانبه بسبب ما تعرّض له من تهميش حينها.

 

اليوم بعود جنبلاط مرة جديدة للدخول في تجربته الثالثة في السياسة، والتي إنطلق اليها بعد خروجه من صفوف 14 آذار، أي الى الخط الوسطي المنفتح على الجميع، لان انقطاع الحوار مع بعض الجهات ادى الى تشنجات سياسية كبيرة تكفّل بعض المسؤولين وفي طليعتهم الرئيس نبيه بري بتقريب وجهات النظر فكان له ما أراد .

 

إضافة الى هذا الانفتاح الداخلي ، كانت هنالك سلسلة انفتاحات على الخارج، منها زيارته الى مصر وإرسال نجله النائب تيمور الى موسكو، ما سجل هدفين في ملعب جنبلاط لعودته سالماً الى قواعده، أي بقي ذلك الزعيم الذي لا يستطيع احد تحجيمه، وقريباً سيكون له زيارة الى الولايات المتحدة وتحديداً في تشرين الاول المقبل، بعد تلقيه دعوة للمشاركة في حفل تكريمي، سيقام في واشنطن لصديقه السفير الأميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان، فضلاً عن لقائه عدداً من المسؤولين هناك.

 

وفي هذا الاطار، يشير مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريّس في حديث لـ«الديار»، الى ان التحدث عن هذه الزيارة واهدافها سابق لأوانه « لأنو بعد بكير»، مفضلاً التطرّق الى الوضع الداخلي والايجابية التي حصلت بين الحزب الاشتراكي وباقي الاطراف، خصوصاً مع العهد والتيار الوطني الحر، بعد إلاشكالات والسجالات مع رئيسه الوزير جبران باسيل، على خلفية الزيارة التي قام بها قبل فترة الى الجبل وما تبعها من احداث في قبرشمون . معتبراً بأن الحزب الاشتراكي ليس بصدد إشعال السجالات السياسية مع احد، لاننا نتلقى المناخات الايجابية دائماً بطرق إنفتاحية. ولفت الى لقاءيّ بيت الدين واللقلوق اللذين اديّا الى حوار وفتح قنوات التواصل مع التيار وهي مستمرة .

 

ورأى الريّس انه لولا محاولة البعض إستغلال حادثة قبرشمون عبر التضيّيق السياسي والعمل على إضعاف زعيم المختارة، لكانت انتهت الحادثة خلال 48 ساعة، لكنها للاسف ادت الى توتر لا فائدة منه، وبالتالي الى تعطيل الحكومة لأسابيع. وقال: «الحادثة باتت قيد الانتهاء، لكننا نأمل من القضاء عدم الانحياز بل العمل على قاعدة المساواة والعدالة ، خصوصاً ان ذيول احداث سابقة لم تنته بعد، وبالتالي فسياسة الصيف والشتاء على سطح واحد مرفوضة».

 

واشار الى انهم كحزب توصّلوا مع التيار الوطني الحر الى تطابق في بعض وجهات النظر، لكن تبقى لكل حزب منا رؤيته، ولسنا بوارد ان يلتحق احدنا بالآخر، بل سيبقى كل منّا ضمن موقعه وموقفه. ولفت الى ان خطاب الوزير باسيل لم يكن يتلاءم مع الخطاب التصالحي الايجابي على منطقة الجبل، املاً اليوم حصول واقع جديد ومقاربة جديدة لاننا منفتحون على الجميع. كما امل الريّس من وزير المهجرين غسان عطالله ان يواكب الجو الايجابي الذي اوجدناه في وزارة المهجرين على مدى 25 سنة، اذ لم تحصل أي ضربة كف ، معتبراً بأن أي محاولة لنسف ما اُنجز هو مقاربة خاطئة، مؤكداً وجود نيّة لدى الحزب الاشتراكي بضرورة إقفال ملف المهجرين نهائياً.

 

وعن وضع مصالحة الجبل ، وصفها بأهم إنجاز تحقق حتى اليوم، اذ لا مصلحة لأحد بإطلاق النار على هذه المصالحة لان المطلوب تكريسها وبقوة.

 

وحول إمكانية زيارة باسيل الى الجبل وكيفية تصرفهم في هذا الاطار، ختم الريّس: «بالتأكيد مرّحب به في أي وقت لان لا منطقة في الجبل مقفلة امام احد».