IMLebanon

ماذا بعد العويل على سليماني؟  

 

وبعد كلّ هذا العويل والانتحاب على مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، ماذا بعد؟ وماذا بعد كلّ هذا التهديد الذي يشعر سامعه سواء أكان من طهران أم في لبنان أنّ الحرب العالميّة الثالثة ستندلع السّاعة؟ كلّ هذه «الفرفرة» إلى أين ستقود إيران المعنيّة المباشر بقتل رجلها الذي عاث فساداً في المنطقة وزعزعة أمنها، ما الذي هي قادرة على فعله حقيقة؟ يجب أن يطرح هذا السّؤال من خارج مشاهد أمواج السواد الكربلائي التي تعجّ بها الشاشات الإيرانيّة سواء في طهران أو في لبنان أو في العراق!

 

غزّة و«حماس» وهرطقة إسماعيل هنيّة بتسمية سليماني شهيد القدس «كلام»، هو بيع إيران «كلام» لا أكثر، وحماس و«شراعيبها» يسارعون إلى التبرّؤ من صواريخ الجهاد الإسلامي التي تطلق باتجاه المستوطنات، ويؤكّدون على تمسّكهم بهدوء الجبهة الغزّاويّة، فهل هؤلاء سيأخذون بثأر قاسم سليماني من غزّة التي تموت جوعاً وحصاراً؟! أمّا الحوثيّين و»سيّدهم» عبدالملك الحوثي النسّخة الرديئة من أمين عام حزب الله حسن نصرالله جلّ ما يقدرون عليه إطلاق الصواريخ البالستيّة وإرسال طائرات درون مفخّخة باتجاه حقول النفط السعودي لتهديد إمدادات نفط آرامكو الدوليّة، وللمناسبة نتمنّى أن تتصرف دول الخليج بشكل يليق بها كدول جاهزة للدفاع عن نفسها لا كدول مذعورة تموت فزعاً في جلدها وتفتّش عمّن سيحميها ويدافع عنها متى اندلعت الحرب، إيران تتّكل على هذا الذّعر، نرجوكم «استرجلوا قليلاً»!

 

أما حديدان الميدان في لبنان والذي يصرّ على زجّنا في معارك لا شأن لنا بها، مطوّلات أمين عام حزب الله وتهديداته والصوت العالي وفنّ الخطابة الذي يصرّ عليه مع أنّ زمنه ولّى وانتهى، لقد شاهدنا وجهه أكثر غضباً واسوداداً يوم مقتل عماد مغنيّة القائد الحقيقي لذراع حزب الله العسكري في حضن المخابرات السورية، وقد أرغى وأزبد وهدّد وتوعّد بزوال إسرائيل و»الحرب المفتوحة» وقد مرّت سنوات على هذا التهديد، وكرّت التهديدات بمقتل سمير القنطار وجهاد مغنيّة مع قيادات إيرانيّة كبرى في الجولان، وبعد مقتل مصطفى بدر الدّين، وأخيراً مع قرار ترامب بقتل قاسم سليماني، حسناً وماذا بعد كلّ هذا التهديد من لبنان؟!

 

يريد أمين عام حزب الله أن يعود الجنود الأميركيّون بالنّعوش إلى أميركا، ومن غريب منطق نصرالله أنّه يظهر الودّ للشعب الأميركي ويهدده بقتل أبنائه من الجنود الموجودين في المنطقة، منطق يوحي أن الرّجل يعتقد أن هؤلاء الجنود الأميركيين «مقطوعين من شجرة» ولا أمهات ولا آباء ولا زوجات ولا أطفال لهم، أي ودّ هذا لأم أميركيّة تهددها بقتل إبنها في الشّرق الأوسط؟!

 

نودّ فقط أن نسأل أمين عام حزب الله أين هي مصالح الجيش الأميركي التي يريد أن يستهدفها في لبنان ليعيد الجنود الأميركيين بالنعوش إلى بلادهم، طبعاً من تلقاء نفسه وحزبه، لأنّ إيران لم تطلب شيئاً؟ ونودّ أن نسأل أمين عام حزب الله الذي ذكّرنا بالإرهابيّين ـ الذين أسماهم الإستشهاديين ـ  الذين قادوا الشاحنات والسيارات المفخخة وفجّروها بأنفسهم فشكّلوا المثل والقدوة لإرهاب القاعدة وداعش من قبل أن يولد هذا التنظيمان الإرهابيين بكثير، نودّ أن نسأل أين هي مصالح الجيش الأميركي في لبنان التي سيفجّر فيها هؤلاء الشاحنات والسيّارات المفخّخة؟! «وبعدين.. لوين»!!

 

أمّا طهران التي تهدّد وتتوعد فبكثيرها ستستهدف زوارق أميركيّة وستقترب من حاملات الطائرات وستفجر سفارة أميركيّة في دولة إفريقيّة ما، كفى تهويلاً بعظائم الأمور والتهويل على اللبنانيين لأنّ «اللي فيهن مكفّيهن»، للمناسبة من المفيد أن نذكّر أمين عام حزب الله بكلام قاله قبل أسابيع مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء مرتضى قرباني بأنّه «إذا ارتكبت إسرائيل أصغر خطأ تجاه إيران، فإننا سنسوي تل أبيض بالأرض من لبنان، من دون الحاجة لمعدات أو إطلاق صواريخ من إيران»، هل هذه دولة عندها استعداد للحرب حتى لو رفعت راية الثأر الحمراء فوق مسجد جمكران «مسجد المهدي الإيراني»؟

 

الخلاصة الحقيقيّة في مقتل قاسم سليماني ومعه كلّ عمام وجنرالات طهران التي تزعزع المنطقة أنّها في مرمى الصواريخ الأميركيّة وأنّها أهداف مرصودة متحرّكة متابعة على مدار السّاعة وأنّها لا يزالون على قيد الحياة لأنّ السيّد الأميركي لم يأخذ بعد القرار بقتلهم!