IMLebanon

مصادر 14 آذار : لماذا لا تردّ إيران على عمليّة القنيطرة؟

في ظل المشاكل التي يتخبط فيها لبنان على كل الاصعدة السياسية والامنية والاقتصادية، اتت الضربة العسكرية على القنيطرة التي طالت حزب الله لتزيد معاناة لبنان، تخوفاً من فتح جبهة الجنوب اللبناني كرد انتقامي على الغارة الاسرائيلية ، وفي هذا الاطار تسّجل حركة مكوكية دبلوماسية يقوم بها المسؤولون اللبنانيون الرسميون منعاً لحصول هذا الرد، لان لبنان لم يعد باستطاعته تحمّل المزيد من ويلات الحرب، وبالتالي فهو يدفع دائماً الاثمان الباهظة، مما يعني ان هنالك شبه اجماع بإبعاد لبنان عن هذه الحرب، ويأتي في طليعة الرافضين لهذا الرد عدد كبير من الوزراء ، ويليهم النواب ورؤساء الاحزاب والى ما هنالك من مسؤولين سياسيين.

وما يؤكد على ذلك، التصريحات الهادئة التي يطلقها العدد الاكبر منهم ، فيما تبقى كلمة الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله الجواب الاكبر على كل هذه التساؤلات، بحيث تشير مصادر سياسية مطلعة على الملف الامني الى ان نصرالله سيطلق كلمة نارية جداً، وتؤكد أن الضربة ستكون موجعة لإسرائيل لكن في توقيت مفاجئ لن يعرفه احد، لكن ليس من الجنوب اللبناني لان القرار مستبعد بفتح هذه الجبهة في ظل اجواء الحوارات السائدة اليوم في البلد، والذي ابدى حزب الله كل تعاون حين رفع الغطاء عن المخلين بالامن في البقاع، وساهم في تطبيق الخطة الامنية هناك، وهذا يعني أن الحزب بات المشارك الاكبر مع الدولة من ناحية حفاظه على الامن اللبناني ككل.

الى ذلك سألت مصادر في 14 آذار: «لماذا لا تقوم ايران بالرد؟، خصوصاً انه سقط لها ضباط في عملية القنيطرة، معتبرة أن العملية جاءت رداً على الحضور الايراني في الجولان والذي أقلق اسرائيل، فلماذا على حزب الله ان يرد دائماً ويدفع شبابه الثمن دائماً عن سوريا وايران؟، ورأت انه على الايرانيين ان يردوا مباشرة من خلال عملية أمنية تستهدف مسؤولين اسرائيليين، أو أيّ منشأة عسكرية، او القيام بعملية خطف لدبلوماسيين او ضباط ، وهذا النوع من العمليات يوجع الاسرائيليين اكثر من العملية العسكرية.

وابدت إستياءها مما اعلنه أمين المجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى علي شمخاني «بأن المقاومة اللبنانية سترد بقوة على العدوان الإسرائيلى فى القنيطرة فى المكان والزمان المناسبين»، وهذا يعني تطوّر «عسكري» خارج نطاق القرار1701 الذي ادى الى ضبط الحدود اللبنانية – الاسرائيلية منذ العام 2006، وبالتالي إعادة لبنان الى اتون الحرب المدمرة التي اوصلته الى الهلاك من خلال تدمير شبه كامل وسقوط ضحايا بالمئات، فيما ايران تنعم دائماً بالهدوء على حساب لبنان وتغذي المعارك خارج حدودها خصوصاً في هذه الفترة، فهي لا تريد الدخول في الحرب لان مفاوضاتها مع الولايات المتحدة الاميركية تتسم بالايجابية.

وعلى الخط السوري، لفتت المصادر المذكورة الى ان دمشق ترفض تحويل الجولان الى أرض للمواجهة العسكرية مع إسرائيل، لأنها منهمكة في القضاء على المجموعات المسلحة التي تحارب النظام السوري، والاولوية اليوم هي التصدي لهؤلاء، على الرغم من عملية القنيطرة شكلت انتهاكاً للاتفاقية التي وقعّت بين إسرائيل وسوريا عام 1974.

وختمت بالاشارة الى معلومات تفيد «بأنّ المساعي القائمة مع حزب الله لإعطاء ضمانات بعدم الرد لم تصل بعد الى نتيجة، فيما المطلوب حماية البلد من أي مغامرة، وعلى الحكومة ان تعلن التمسّك بالقرار 1701 الذي يشكّل حزام الأمان للبنان».