IMLebanon

لبنان والحرب

 

 

اتصل الديبلوماسي الأوروبي الغربي أمس، بعد انقطاع دام نحو عشرة أيام، إذ كانت إدارته كلفته مهمة في أحد بلدان الشرق الأقصى، وبادرني قائلاً: لم أبدّل رأيي في أن لبنان سيتجنب الحرب الشاملة، ولكن لا بدّ من الاستدراك بعدم الرهان على نتانياهو الذي يمكن أن يذهب الى الاحتمالات كلها إذا تبين له أن في أيٍّ منها مهرباً من المصير القضائي الحتمي الذي ينتظره، أو أقله تأجيله.

 

سألته: كيف تنظرون، رسميّاً، الى موقف السيد حسن نصرالله منذ «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول الماضي؟

 

أجابني : بداية أنا لا أسمح لنفسي أن أعبّر عن الموقف الرسمي في بلدي، فقط أتحدث عن موقفي الشخصي وأُلَخِّصُه بالآتي:

 

اولاً – إن أمين عام حزب الله في موقف بالغ الدقة والتحرّج، ولكنه لن ينساق الى الاستدراج. وفي تقديري ومعلوماتي أنه يزين أي خطوة يقدم عليها أو كلمة يتلفظ بها في هذه الحرب بميزان الجواهر، وهو يدرك أن كثيرين يريدون دفعه الى المواجهة وهم، في أكثريتهم، من الذين بنوا معارضتهم الحزب بأنه يورط لبنان. وهو يدرك هذه «اللعبة المكشوفة».

 

ثانياً – عاينتُ أمس واليوم (أول من أمس الأحد وأمس الاثنين) كيف أنكم غرقتم في شبر ماء، وكأن السماء لا تمطر عندكم ففاجأكم المطر! وإذا كانت هذه النعمة تحولت في لبنانكم، على امتداد السنين والعقود، الى لعنة وتعجزون عن تصريف المياه في الأقنية، فهل تستطيعون أن تواجهوا أهوال الحرب؟ وهل من يظن أن السيد نصرالله يجهل هذا الواقع أو يتجاهله؟ أنا لا أظن. ثم أنا لا أتحدث هنا عن الناحية العسكرية، فليس من متابع لا يدرك أن ما يجري على الحدود الجنوبية لا يمثل سوى جزء ضئيل من قدرات الحزب.

 

ثالثاً – هل تقدر إداراتكم الحكومية أن تنفذ خطة الطوارئ التي أعدتها؟! وأكتفي بالإشارة الى النازحين الذين ستتعاظم أعدادهم، فهل هيّأت لهم السلطات المأوى، كما تفعل إسرائيل؟ وهل ستستقبلهم الفنادق كما لدى عدوكم؟ ناهيك بمتطلبات الحياة ومستلزماتها في الحد الأدنى؟ الخ…

 

رابعاً – لا شك في أن السيد حسن نصرالله يدرك أن الفراغ في السلطة، لاسيما الشغور الرئاسي مضافاً اليه وضع الحكومة «المعروف» يجعله «مكشوفاً» في المواجهة إذا توسعت الحرب؟

 

خامساً – ومن دون أي هدف سياسي أو لغم سياسي، أسأل: هل أطْلَعتْ «حماس» نصرالله، سلَفاً، على قرارها حول توقيت عملية الطوفان؟!.

 

خامساً – وأود أن أختم جوابي على سؤالك بأني ما زلت أتمعّن في قول السيد نصرالله في خطابه الأخير الذي فهمت منه أن الميدان هو الذي يقرر مسار الحرب.