IMLebanon

التصعيد جنوباً الى أين ؟

 

 

وسّع جيش الاحتلال الصهيوني، أمس، عدوانه على الجنوب فطاول أكثر من عشرة أهداف بين بلدات وقرى ومناطق، وأوقع اصابات في المدنيين اضافة الى أضرار مختلفة في المنازل والممتلكات. وقد استخدم المدفعية الثقيلة في ما لجأ اليه من أدوات حربية. ويأتي هذا العمل العدواني في اطار ما بات واضحاً للعيان من وتيرة تصاعدية في المواجهة على الجبهة الجنوبية الملتهبة، والتي يرتفع لظى سعيرها يوماً بعد يوم، ما يدعو الى التساؤل عن المدى الذي يمكن ان تصل اليه هذه الدحرجة لكرة ثلج الاشتباكات، فهل ثمة امكان لوقفها عند حدٍّ ما، أو انها ماضية الى امدٍ قد يصبح متعذّراً وقفه الّا بحرب شاملة بين المقاومة الاسلامية اللبنانية وجيش حرب العدو.

 

هذا التساؤل تناولته وسائط إعلام أميركية وأوروبية، وكذلك في فلسطين المحتلة، قدْرَ ما هو مطروح في لبنان على نطاق واسع. معلوم ان حزب الله أعلن بلسان قائده الأعلى الأمين العام سماحة السيّد حسن نصرالله الذي أكّد على الاستعداد لمواجهة احتمالات الحرب كلّها، أيّاً كان المدى الذي ستتجه اليه الدحرجة في المواجهة ومن دون أي سقف. وهذا الموقف، إضافة الى ما كشفه الحزب عن أنواعٍ جديدة من الأسلحة المتطورة ذات الفاعلية العالية وبالذات من حيث الدقة، كان مدار مقالات في امهات الصحف العالمية، وأيضاً على شاسات التلفزة في لندن وباريس ونيويورك وتل أبيب، مع ربط معظمها التصعيد الميداني والاحتمالات المتوقعة بسحب العدو المزيد من الألوية والقطع العسكرية  من غزة وغلافها، وكان في تقدير الكثيرين ان عملية سحب الألوية والوحدات ليس فقط من أجل منحها «استراحة المحارب» وحسب، انما كذلك لتهيئتها للمواجهة الكبرى مع المقاومة اللبنانية التي يؤكّد المراقبون على انها واقعةٌ لا ريب فيها. ويرى هؤلاء ان الحرب مع حزب الله ستنفجر حتماً في الفاصل الزمني ما بين الأسبوع الأوّل من شهر شباط والأسبوع الأول من شهر اذار المقبلَين. واذ يُرجِع المحللون الستراتيجيون هذا التوقّع الى هروب بنيامين نتانياهو الى الأمام من مصيره المحتوم (المحاسبة القضائية على الفساد وربما السجن) ولو بصورة موقتة، يرون ان لحزب الله أيضاً «حساباً جارياً» مع العدو، وهو لن يصل فيه الى نتيجة ما لم تحصل المواجهة.

 

الى ذلك يذهب باحثون الى توقع أحد السيناريوات الاتية:

 

– أن تحصل تسويةٌ ما ( وقف ثابت لاطلاق النار في غزة) من شأنه أن يستولد وقفاً مماثلاً على جبهة الجنوب اللبناني.

 

– أن ينجح العدو الاسرائيلي في عملية عسكرية حاشدة يدفع، في نتيجتها، مقاتلي حزب الله الى شمالي نهر الليطاني.

 

– ان يجتاح حزب الله مناطق واسعة في الجليل (…).

 

–  ان يُصدر مجلس الأمن الدولي قراراً يطالب فيه بتنفيذ القرار 1701، (تحت البند السابع) لتنفيذه بالقوة، ويُصدر القرار بالإجماع، والمقصود اجماع الدول الكبرى ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن.