IMLebanon

الكتائب : الحالة التكفيرّية محصورة والاعتدال السّني سينتصر على المسيحيّين ألا يخافوا فالوضع مضبوط

بعد تطور الازمة السورية ودخول المسلحين المتعددّي الاطياف والانواع عبر المعابر الحدودية اللبنانية – السورية في البقاع ، بات السلاح يطوّق المناطق القريبة من تلك الحدود من كل حدب وصوب، فهنالك الفلتان الذي وصل الى ذروته على حدّ قول مصادر سياسية، والذي جعل من لبنان ساحة تصفية للصراعات الاقليمية، خصوصاً بعد المعارك الشرسة التي شهدتها بلدة عرسال في مطلع آب الماضي بين الجيش اللبناني ومسلحي«داعش» و«النصرة» الذين باتوا يشكلون حالة تكفيرية تستخدم اللعبة المذهبية، وكل هذا يؤكد القلق الكبير المرشح للتفاقم، لان المسلحين يتغلغلون في جرود السلسلة الشرقية على الحدود ، مما يعني دفع ثمن جديد عن الازمة السورية من خلال إمكانية تجدّد المعارك في اي لحظة.

الى ذلك يمتد هذا الخطر التكفيري بصورة فعلية من جرود عرسال الى كل مناطق البقاع الشمالي وصولاً الى جرود بلدة القاع، بحسب المصادر، ما جعلهم يشكلون حالة مخيفة ترهب كل اللبنانيين على سائر الاراضي اللبنانية من مختلف الطوائف والمذاهب، خصوصاً بعد تهديداتهم بالوصول الى العاصمة بيروت، لكن ردوداً عدة مناسبة اتتهم من بعض القيادات السياسية.

هذا وتبقى عاصمة الشمال طرابلس في موضع الحذر الشديد ايضاً تؤكد المصادر، اذ تتناقل بعض الاخبار عن وجود مسلحين تكفيريين في داخلها، او على الاقل مناصرين لهم الى جانب مجموعة متطرفة كانت من ابرز قادة المحاور في الجولات السابقة، فباتت تضّم مجموعة من المسلحين غالبيتهم من السوريين واللبنانيين الذين لجأوا الى طرابلس بعد معارك قلعة الحصن والقلمون .

في هذا الاطار، يشير عضو المكتب السياسي الكتائبي البير كوستانيان الى انه يمكن وصف ذلك بالحالة التكفيرية المحصورة في بعض المناطق، طالما ان اغلبية القيادات السّنية تلتزم خط الاعتدال ، وهذا ما نشهده لدى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وباقي المفتين في المناطق، إضافة الى القيادت السياسية كرئيسيّ الحكومة السابقين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، فضلاً عن وجود 90 في المئة من السياسيين السّنة الرافضين لهذه الحالة تحت عنوان الاعتدال الذي سينتصر في نهاية الامر، وهذا الاعتدال شهدناه منذ إغتيال الرئيس رفيق الحريري، لكن لا يمكن ان ننكر وجود مناصرين للتكفيريين، والمطلوب التعاطي معهم بحزم من قبل الاجهزة الامنية ، وقال: « نحن في حزب الكتائب ضد اي تراخ في هذه المسألة ، لكن لا يجب إعتبار اهل السّنة وكأنهم تكفيريو بأجمعهم ، مذكّراً بما ُسمّي منذ فترة بحساب «لواء أحرار السّنة – بعلبك» على «تويتر» الذي كان يهدّد المسيحيين، موجّهاً الانتقاد الى بعض وسائل اعلام فريق 8 آذار الذي روّج للموقع الوهمي المذكور، فيما في نهاية الامر القت الاجهزة الامنية القبض على الفاعل فإذا به ينتمي الى حزب الله.

واشار كوستانيان الى مَن جلب شادي المولوي بسيارته وهو النائب محمد الصفدي المؤيد لفريق 8 آذار، فضلاً عن دفاع النائب نوار الساحلي عن الشيخ بكري فستق حين تم التحقيق معه، مما يعني ان فريق 8 آذار يدافع عن الحالة التكفيرية وليس القيادات السّنية في 14 آذار التي اطلقت سلسلة مواقف مشرّفة تستنكر جرائم المسلحين ضد الجيش والمدنييّن، رافضاً ما يشاع عن بيئة حاضنة للارهابيين في بعض مناطق الشمال، خصوصاً بعد الكلام الذي سمعناه من اهالي الجنود الخمسة الفارين من الجيش، والذي يشكّلون نسبة لا تذكر خصوصاً ان قرى عكار هي خزان للجيش اللبناني .

ورأى كوستانيان ان رفض البعض للاعتدال السّني أوصل احمد الاسير ومسلحي «داعش والنصرة»، مذكّراً بما قاله العماد ميشال عون للرئيس سعد الحريري حين غادر لبنان«one way ticket»، فيما هو يشكل رمزاً للاعتدال ورئيس تيار منفتح وقادر على ان يتعاطى سياسياً مع اغلبية الافرقاء، داعياً الى معالجة اسباب تواجد هذه الحالة من خلال مداواة امنية صارمة ، اذ هنالك مواطن فئة اولى يحق له إستعمال السلاح وإخراج السجناء وإستعمال اللغة الفوقية ، وهنالك مواطن فئة ثانية وثالثة يشعر بالغبن.

ورداً على سؤال حول مدى تأثير هذه الحالة التكفيرية على مسيحيي لبنان، قال كوستانيان: «المسيحيون بالتأكيد يشعرون بالخوف وهو مبرّر، وبالتالي فهذه ليست المرة الاولى التي توّجه اليهم التهديدات، لكن ندعوهم الى عدم الخوف لان من يهدّد يمثل اقلية وظاهرته محددّة ، كما ان الوضع مضبوط، وعلى المواطنين ان يتكّلوا على الدولة لان عدم اللجوء اليها سيساهم في تفاقم التكفير، وبالتالي فهي القادرة على حمايتهم، ولفت الى وجود الاحزاب في المناطق المسيحية لكن دائماً بالتنسيق مع الجيش، وحزب الكتائب ينسّق دائماً مع المؤسسة العسكرية وعلى مختلف الاصعدة السياسية والامنية والبلديات وغيرها.

وختم بالاشارة الى وجود خوف آخر لدى المسيحيين، وهو غياب رأس الدولة الذي يشكل ضمانة وعنواناً كبيراً للاستقرار، لكن هذا مفقود حالياً ويساهم في فقدان كل هذا، لكن على المسيحيين ان يقرأوا جيداً في السياسة، ويعرفوا مَن يحميهم ومَن يعطّل دورهم، معتبراً انه حين يتم انتحاب رئيس للجمهورية سيحّل الاطمئنان فوراً على الشارع المسيحي .