IMLebanon

«ستاتيكو» ثابت صيفاً.. في انتظار «سلّة حلول»

ما زال رئيس الحكومة تمام سلام يداوي جراح الحكومة «بالتي هي أحسن»، متنقلاً بين خندق وآخر من خنادق الصراع السياسي الداخلي العقيم، متحصناً بخندق الصبر حتى يقدّر الله أمراً من أمور الوضع الاقليمي المتفجر. لذلك، يعتصم بالعمل الصامت، وهو يترقب فرصة قريبة لزيارة السعودية، التي لم يحدد موعدها بعد بسبب انشغالات المملكة بحربها في اليمن، وهي الزيارة التي يفترض أن تحمل اكثر من مضمون سياسي وأمني وربما اقتصادي.

وتقول أوساط متابعة لحركة سلام إنه بقدر ما يتابع التطورات الاقليمية الحاصلة ويتقصى، باتصالاته ولقاءاته الديبلوماسية، ابعادها وانعكاساتها وآفاقها، يركز في الوقت ذاته على تحصين وحدة الحكومة وتماسكها وتلافي انفجارها، وانجاز ما يمكن من مشاريع ومراسيم وقرارات وإجراءات.

ولكن المتابعين للحركة السياسية الإقليمية من وزراء وشخصيات سياسية، يعتبرون ان لبنان ما زال مستفيدا من قرار الخارج بحفظ الاستقرار ولو بحده الادنى، برغم التصعيد السياسي الكلامي والاعلامي، وانقسام القوى السياسية بين مؤيد لهذا المحور الاقليمي ومعارض له ومتفرج في الوسط. ويرى هؤلاء ان حال «الستاتيكو» القائمة ستبقى حتى ايجاد الحلول النهائية لملف التفاوض النووي الايراني ومتفرعاته الاقليمية المرتقبة، بدءا من شهر حزيران المقبل. وبالانتظار تسعى القوى الاساسية لتحصين مواقعها الداخلية، كل وفق ما يرى مناسباً من تموضع سياسي. ومن ضمن هذا التحصين للمواقع تقع زيارة الرئيس سعد الحريري الى واشنطن بعد لقائه ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز وكبار مسؤولي المملكة.

ويعتبر المتابعون لحركة الاتصالات الجارية أنه بعد حزيران سيكون وضع المنطقة مختلفا عما هو عليه الان، اذا تم التوصل الى تفاهم ايراني ـ غربي نهائي على الملف النووي، ويتوقعون ان تبدأ حركة مختلفة، عنوانها ارساء تفاهمات لبنانية جديدة تمهد لسلة حلول، يقول المتابعون انها ستكون شبيهة باتفاق الدوحة، ليس بالضرورة حرفياً ومشهدياً، بل من حيث فكرة التوصل الى حلول لأزمات الانتخابات الرئاسية والنيابية، وتشكيل حكومة جديدة جامعة، وانجاز التعيينات العسكرية والامنية، وانعاش الوضع الاقتصادي.

ويقول المتابعون لحركة الاتصالات، إن حراك الرئيس الحريري وإن كان يأخذ في الشكل مهمة التحريض على ايران والنظام السوري و «حزب الله»، الا انها في جزء منها تتصل بترتيبات الوضع الداخلي اللبناني للمرحلة المقبلة، ولاحقا بترتيب وضعه الخاص، لاسيما ماليا وتنظيميا داخل «تيار المستقبل»، بعد الخلافات والانقسامات التي باتت تظهر للعلن بين بعض وزرائه ونوابه واقطابه حول بعض القضايا الداخلية، لاسيما الامنية منها.

ويعتبر احد الوزراء ان المطلوب من القوى السياسية ان تستفيد حاليا من اجواء الاستقرار التي يوفرها الدعم الخارجي الغربي والعربي، ومن النتائج الايجابية للخطط الامنية التي نفذت في بعض المناطق والمرتقب تنفيذها في مناطق اخرى، وان تنضبط هذه القوى تحت سقف خطاب سياسي معقول وهادئ، يمهد الاجواء للتطورات المقبلة، والتي تبدو ايجابية بالنسبة للبنان، ولكن قد تحصل تطورات في اللحظة الاخيرة تطيح كل التفاؤل بالايجابيات التي يتم الترويج لها، وفي الحالتين يجب ان يبقى لبنان منضبطا تحت سقف التهدئة ولو بحدود دنيا.

ويشير الوزير نفسه الى ان لبنان نجح حتى الان في استيعاب ذيول الحرب في سوريا. كما نجح في تدارك ذيول الحروب الاسرائيلية عليه لاسيما حرب تموز 2006، وعليه ان ينجح في تلافي انعكاسات حرب اليمن، نظرا لما تشكله من حساسية خاصة، نتيجة الخلاف السعودي ـ الايراني.