IMLebanon

مسؤولون أميركيّون للوفد النيابي: نتنياهو نصف الأزمة والمشكلة… ولكن دعوة لعدم الإنزلاق الى حرب أوسع.. وهوكشتاين لا يُريد حرق المراحل 

 

يسود الاعتقاد اليوم ان كفة الذهاب الى وقف حرب غزة وتداعياتها، هي المرجحة على كفة نشوب حرب اوسع في المنطقة. لكن القلق والحذر يبقى مصدره جنون وجنوح رئيس حكومة العدو نتنياهو نحو المضي في مغامراته العسكرية الى الحدود القصوى. وما يعزز هذا الاعتقاد، المعطيات والمواقف الدولية الاخيرة التي تعكس بوضوح ان المجتمع الدولي بات مقتنعا بعد اكثر من ٤ اشهر من العدوان الاسرائيلي على غزة، ان الوقت حان لايقاف هذه الحرب وتحقيق وقف ثابت وشامل لاطلاق النار، يشكل مدخلا الى تسوية في المنطقة لم تتبلور كل ملامحها حتى الآن.

 

ولعل ما رشح عن زيارة وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان للبنان يعكس بوضوح هذا الاتجاه، اي رجحان كفة الحل على كفة استمرار الحرب، خصوصا ما نقل عنه دعوته المقاومة في لبنان لضبط النفس قدر المستطاع، وتفويت الفرصة على العدو الاسرائيلي ونتنياهو، وعدم اعطائه فرصة لتفجير الوضع اكثر على جبهة لبنان، مع التأكيد في الوقت نفسه الاستعداد للرد القوي على اي مغامرة قد يقدم عليها كقيامه بعدوان واسع على لبنان.

 

ويشير مصدر سياسي في هذا الاطار ايضا، الى كلام رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد امس وقوله ” ان الامور تتجه نحو تخفيص وتيرة التصعيد، ليس في وقت قريب لكن ليس في وقت بعيد “.

 

ويؤكد مصدر آخر على دراية ومعرفة باجواء التحرك الفرنسي الاخير، ان هناك سعيا جديا لارساء او معالجة الوضع في الجنوب اللبناني، وان الورقة الفرنسية التي طرحت للمسؤولين اللبنانيين ليست ورقة او صيغة ناجزة او منزلة، بقدر ما هي مسودة ستخضع لنقاش وتعديلات عديدة، وان الادارة الاميركية عل معرفة بها جيدا. ويضيف المصدر ان باريس تدرك جيدا ان ما طرحته ليس سوى مسودة مشروع تشكل نقطة انطلاق من اجل التوصل الى صيغة نهائية، لاعادة الهدوء وتثبيته الى الحدود الجنوبية بعد وقف الحرب في غزة.

 

ووفقا للاجواء المحيطة بمناقشة هذه الورقة، يعتقد المصدر، ان ادخال تعديلات عليها امر مؤكد لان الجانب اللبناني لم يناقش بنودها بعد، مشيرا الى ان الفرنسيين انفسهم يدركون انها ورقة مطروحة للاخذ والرد، وهي غير قابلة للتنفيذ والترجمة من دون قبول احد الطرفين لبنان و”إسرائيل”.

 

هل ان الطريق الى وقف الحرب على غزة وتداعياتها معبدة ؟ ثمة مخاوف جدية من ان يتمادى نتنياهو في مغامرته وعدوانه على غزة، لا سيما بعد الشروع في التمهيد للهجوم على رفح بقصفها برا وبحرا وجوا وارتكاب مجزرة جديدة بحق الفلسطينيين واستشهاد اكثر من مئة وجرح المئات من المدنيين. ويترافق هذا التطور الميداني في غزة مع التصعيد “الاسرائيلي” على جبهة لبنان، ومحاولة العدو توسيع نطاق المواجهات مع حزب الله والمقاومة، بقصف اهداف خارج منطقة قواعد الاشتباك.

 

من هنا، يسود الاعتقاد اليوم لدى الاوساط الدولية بان نتنياهو يشكل عائقا في وجه التسوية او الحل، حتى ان الادارة الاميركية التي غطت ودعمت حربه حتى الآن باتت مدركة هذه الحقيقة. لكن موقف بايدن خلال اتصاله المطول مع رئيس حكومة العدو، لم يكن حاسما في ثنيه عن محاولة الهجوم البري على رفح، وان كان قد حذر من مخاطرها وتداعياتها، ليس على صعيد ما سيصيب الفلسطينيين المدنيين من مجازر جديدة فحسب، بل ايضا على صعيد ردود الفعل العربية والدولية واحتمال توسع الحرب في المنطقة.

 

واذا صح ما نقلته محطة NBC الاميركية امس، فان بايدن لم يعد قادرا على التستر او اخفاء شعوره تجاه تهور نتنياهو بقوله ” ان نتنياهو يريد ان تستمر الحرب حتى يتمكن من البقاء في السلطة “.

 

وخلال زيارة الوفد البرلماني اللبناني برئاسة نائب رئيس المجلس الياس بو صعب مؤخرا الى الولايات المتحدة الاميركية، يقول احد اعضائه ان الوفد لمس بشكل لا يقبل الشك ان المسؤولين في الادارة الاميركية مؤمنون ضمنا ” ان نتنياهو هو نصف الازمة والمشكلة اليوم “، لكنهم عندما يسألون عن الخطوات التي يمكن ان تقوم بها واشنطن حيال ذلك، يهربون من اعطاء جواب واضح وينتقلون الى امر آخر.

 

وفي شأن الوضع على جبهة الجنوب اللبناني يكرر الاميركيون دعوة لبنان الى عدم الانزلاق نحو حرب اوسع ستكون مكلفة، لكنهم لا يعطون او يدخلون في التفاصيل، باعتبار ان الموفد الاميركي آموس هوكشتاين المكلف بهذا الملف يحرص على ان يتحرك بدرجة عالية من الدقة، ولا يريد حرق المراحل.

 

وفوجىء الوفد اللبناني انه على الرغم من وضع الادارة الاميركية حزب الله في لائحة الارهاب، فان بعض المسؤولين فيها لديهم قناعة غير معلنة بشكل صريح ان “الثنائي الشيعي” الذي يضم حزب الله و”حركة امل” هو جزء من الحياة السياسية والواقع السياسي في لبنان، ويجب الاخذ بعين الاعتبار هذا الامر. وربما تكون هذه النظرة الواقعية للوضع السياسي في لبنان، هي التي ستحكم توجه تحرك هوكشتاين اذا توسعت مهمته الى الشق السياسي والاستحقاق الرئاسي.

 

وعلى الرغم من ارتفاع اصوات البعض في الدوائر الاميركية مؤخرا بوقف تقديم المساعدة والدعم للجيش اللبناني، يقول المصدر النيابي ان هناك توجها اخذ يتنامى ويتجدد لدى الادارة الاميركية لتقديم مساعدات للجيش اللبناني.