IMLebanon

تعزيز العلاقات اللبنانية – العربية  

 

 

كما توقعنا من الزيارة الأولى للرئيس سعد الحريري الى المملكة أنّ السعودية ليس لها في لبنان إلاّ الأعمال الطيّبة خيراً وبركة.

 

ولا يفوتنا أنّ اللبناني مميّز في المملكة، ويكرر السعوديون دائماً أنه كان للبنانيين اليد الطولى في نهضة المملكة وبنائها.

قد يتساءَل البعض: بالأمس القريب كان الشيخ سعد في المملكة فلماذا يعود إليها اليوم؟

ويبدو أنّ الزيارة الثانية تؤكد على دور المملكة البنّاء في مساعدة اللبنانيين على الإستقرار، إذ من المهم لها أن يكون لبنان مرتاحاً ومستقراً، وهذا ما تتمناه مبدئياً للبلدان العربية كلها، وهذا هو دور الأخ الأكبر.

في هذا السياق، نقرأ الزيارة المرتقب أن يقوم بها غبطة البطريرك الراعي، دليلاً على النهج الانفتاحي الذي تلتزمه المملكة إذ أنّ الشرط الأساسي لمحاربة الإرهاب هو الإعتدال… وزيارة البطريرك تصب في هذا المجال تحت عنوان “حوار الحضارات والأديان”، وهذا تأكيد على أنّ السعودية دولة معتدلة، وهي مع الإسلام المعتدل وليست مع التطرّف.

أمّا الزيارة التي سيقوم بها فخامة الرئيس العماد ميشال عون الى دولة الكويت التي ستحتفل بعد أيّام بمرور 60 سنة على إعلان الدستور، فتوقيتها ذو أهمية مع هذه المناسبة المهمة جداً في تاريخ الكويت…

والكويت لا تقل عن السعودية في نظرتها الى اللبنانيين الذين كانوا، مع الفلسطينيين، من الأوائل الذين أسهموا في نهضة هذه الدولة الشقيقة التي عملت دائماً على مساعدة لبنان.

وبالنسبة الى الزيارتين (الرئيس عون الى الكويت والرئيس الحريري الى السعودية) نرى أنّ هناك حاجة الى تعزيز العلاقات اللبنانية – العربية والتأكيد على أنّ لبنان هو بلد التعايش بين أطيافه كلها، كما هو بلد الإعتدال بطبيعة تكوينه وكذلك بدستوره الذي هو أحد أقدم الدساتير التي اعتمدها أي بلدٍ من بلدان هذه المنطقة العربية.

ولقد أثبتت التجربة أنّه كلما كان لبنان على علاقة متوازية وجيّدة مع البلدان العربية الشقيقة كلما كان وضعه مستقراً واقتصاده مرحرحاً… والعكس صحيح.

عوني الكعكي