IMLebanon

«هجاء» ستريدا جعجع والايام العشرة  

صحيح ان الرئيس المكلف سعد الحريري حدد مهلة العشرة أيام لتشكيل الحكومة وولادتها ناشراً اجواء تفاؤل في البلد، لكن مرت الايام العشرة ولم تولد الوزارة.

من الخطأ تحميل الحريري مسؤولية عدم التأليف، فهو عندما اتخذ هذا الموقف، كانت كل الاجواء تشير الى ذلك، أجواء رئيس الجمهورية اجواء التيار الوطني الحر، أجواء رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع والمردة وأمل وحزب الله، تكلمت كل القوى السياسية عن الوضع، وحذرت جميعها من استمرار البلد من دون حكومة، بل ان جميعهم تسابقوا في وصف «الكارثة» القادمة والانهيار الواقف على الابواب ولم يتوانَ البعض في في تشبيه لبنان  بقبرص بل في باليونان على رغم ان الوضع في البلدين لناحية بنيتهما مختلف كثيراً عن بنية لبنان.

تلقى الرئيس المكلف أجوبة ايجابية من الجميع، وفي لحظتها توقع حل الازمة، الى ان جاء المؤتمر الصحافي لوزير الخارجية جبران باسيل، الذي قال إنه تكلم بصفته رئيساً للتيار الوطني الحر ومن حقه بالتالي عرض العقبات التي تعترض ولادة الحكومة وباعتباره سيتولى حتماً وزارة.

كل متابعي مؤتمر وزير الخارجية لم يروا الامور على هذا النحو فرئيس التيار الوطني الحر ظهر وكأنه رئيساً للجمهورية او رئيساً للحكومة.

ولم يكن المؤتمر بحد ذاته كمؤثر هو الذي اثار حفيظة القوى السياسية وتحديداً القوات اللبنانية فردت بعنف عليه، فيما لم تعلق اطراف باقية كحزب الله او حركة امل، مما أثبت ان وزير الخارجية كان يستهدف بكلامه القوات.

إذاً أدى هذا التراشق بالكلمات وبالعبارات تارة أفواه وأرانب وتارة أخرى أوصاف أخرى الى اشاعة جو غير مريح زاده تعقيداً هجوم نائب رئيس القوات اللبنانية جورج عدوان على باسيل ومن ثم الاوصاف غير المألوفة التي استخدمتها النائب ستريدا جعجع ضد وزير الخارجية.

في الواقع هناك شيء أبعد من المؤتمر، فلو وافق باسيل مثلاً في مؤتمره على منح القوات أربعة وزارات او خمسة، فهل كان سيحصل ما حصل؟ بالطبع لا، وعلى الارجح ان القوات ستمدح وزير الخارجية بدل هجائه من النائب ستريدا جعجع، وبدل استخدام الفاظ أفواه وأرانب لسمعنا المسك والعنبر.

خلاصة القول ان المسؤول عن تأخير ولادة الحكومة هما التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، هما المسؤولان أولاً وأخيراً، المشكلة ليست مع الباقين وليست في عدد الايام بل في عدد الوزارات والحصص!!