IMLebanon

مثل «ريجيم» المدام  

 
سفير أوروبي غربي بلده معني بالشأن اللبناني كان في حفل غداء أقيم على شرفه في بلدة شمالية معروفة حضره بعض الأصدقاء المشتركين، قال إن حال لبنان مع السياسة والوضع الإقتصادي مثل حال الرجل مع الـ «ريجيم» (الحميّة) الذي تعد به السيّدة، (أيّ سيدة، ومعظم السيدات تقريباً) بأنها ستباشر تنفيذ ريجيم شديد وقاس ابتداء من يوم الإثنين المقبل.

 

وقال السفير: ثم يأتي يوم الإثنين ويليه الثلاثاء والأربعاء وسائر الأيام. وفي نهاية الأسبوع والأسرة مجتمعة الى طاولة الغداء، فتلاحظ السيّدة انها أقبلت على تناول الأصناف من غير طبق، ثم قالب الحلوى، ومن ثم الفاكهة فالقهوة… ومن دون أن يسألها أحد أمراً ما أو أن يوجه إليها أي سؤال، تقول لذاتها، إنما في صوت مسموع وإن كان خفيضاً: بكرا، يوم الإثنين سأباشر بالريجيم القوي… إنتظروني تروا أنني سأخسر كيلوغرامات عديدة، وسأقضي على «السيلوليت»، وسأعود تلك الغزالة التي كنتها.

وأضاف السفير: ويمر يوم الإثنين وراء يوم الإثنين، والشهر وراء الشهر والفصل وراء الفصل، والسنة وراء السنة وحضرة السيدة المصون تعد (وبحزم وتصميم…) بأنها ستباشر الحميّة القاسية يوم الإثنين المقبل.

وقال السفير الأوروبي الغربي: في كل أسبوع أستمع الى مسؤولين كبار ومتوسطين وكذلك الأقل أهمية في المسؤولية يقولون إنهم عاملون على تحسين الوضع السياسي، والوضع الإقتصادي… وإنه ابتداء من الأسبوع المقبل (وربما استخدموا أيضاً عبارة: ابتداء من يوم الإثنين المقبل) سيكون كل شيء على ما يرام… صحيح أن مشاكلنا (يضيفون قائلين كما ينقل السفير) لن تُـحل دفعة واحدة، ولكننا سنباشر… ويذهب بعضهم الى استعادة مقولة «سيرة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة».

ويستدرك السفير قائلاً: لا أنكر أنّ ثمة إصلاحات قد تضمنها مشروع موازنة العام 2017. ولكنها ليست كافية، لذلك نعوّل  كثيراً على ميزانية العام 2018 التي تناهى الينا أنها قد قطعت شوطاً مهماً من حيث خطوطها العريضة والتي نأمل أن تحقق الآمال، وتكسر «قاعدة المدام والريجيم».

ولما سئل السفير: من «أنتم» عندما تقول «إننا نعوّل كثيراً على»… فمن أنتم الذي تعوّلون الخ… فأجاب: «نحن» ليس بلدي وحسب بل المجموعة الأوروبية قاطبة، وفي تقديري أيضاً أن الكثيرين من أصدقاء لبنان.

وختم السفير بالقول: يجب أن يدرك اللبنانيون أن العالم ربما كان مهتماً بهم أكثر من إهتمامهم بأنفسهم أحياناً… ولعلنا نستبشر خيراً بـ «التفاهم الرئاسي» عشية إعادة إعمار سوريا (ولم يفصح عن المزيد).