تسجل اوساط سياسية مطلعة الى انه بالرغم من هدوء المواقف تجاه ما اطلقه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الوقت الحاضر الا انها تجزم ان الايام والاسابيع القادمة وعلى وقع ما يجري في المنطقة وبصورة ادق في اليمن سوف تحمل المزيد من الصدام الكلامي والتوتير السياسي انما السقف المحدد لهذه الاجواء عدم الوصول الى الصدام الامني، وتقول هذه الاوساط ان كلام السيد نصرالله وان كان عالي اللهجة وحمل الكثير من الفرادة في التعابير للمرة الاولى تجاه المملكة السعودية فإن الضابط الأمني للوضع الميداني في البلاد ما زال قائماً ومن المستبعد ان تتحول الساحة اللبنانية الى مكان لصراع امني ليس من صالح احد ان يوقده على خلفية ان لكل طرف محلي واقليمي حسابات دقيقة لا يمكنه ان يتخطاها.
ولاحظت هذه الاوساط ان ردة فعل السعودية جاءت ايضا على المنوال نفسه في لبنان ولم تصل الى مرحلة الاذى الاقتصادي بفعل وجود اكثر من نصف مليون لبناني يعملون في الخليج تصل تحويلاتهم الى الداخل اللبناني الى مليارات الدولارات، ولم تجزم هذه الاوساط بأن الوضع سوف يبقى عليه او ان هناك ضمانات خليجية بعدم التعرض للبنانيين،بل تلفت الى ان لكل مرحلة مقتضياتها من الحرب الدائرة ولا يعلم احد مع تطور الاوضاع كيف سيكون الوجه الجديد من المواجهة وهل ستبقى في اطارها الضيق بارسال بعض التحذيرات الى عدد صغير من اللبنانيين كإشارة الى امكانية توسع هذه التدابير وتعتبر ان المشهد الحالي مرسوم بدقة لدى اولياء المنطقة الاميركيين قبيل المفاوضات بين ايران والدول الكبرى وان اميركا كانت صادقة مع حلفائها في المنطقة ودول الخليج من ان ايران لا يمكن ان تحصل على براءة ذمة وانفتاح على الغرب سياسيا واقتصاديا مع اهمال هؤلاء الحلفاء وهذا امر مستبعد منذ ان ناور الكونغرس حول رفضه للاتفاق مع الجمهورية الاسلامية.
ومن تفاجأ بالهجوم السعودي على اليمن كان يعلم سلفا تضيف الاوساط ان اميركا تراقب تحركات الحوثيين خطوة خطوة وصولا الى مساعدتها التحالف العربي في ردع من وصلوا الى صنعاء وفيما يتحدث البعض عن «طعم» جرى وضعه للسعودية كي تتدخل هناك يرى اخرون ان الطعم الحقيقي كان للحوثيين الذين بادروا في الوقت الميت الى اطاحة الرئيس اليمني وحكومته مع علمهم ان تحرك ايران سوف يكون مرتبطا بموعد حزيران الاتي وتشير هذه الاوساط الى ان التقدم في اليمن لصالح السعودية سوف يقابله تمتين وضع ايران في لبنان وسوريا او عدم اذية مكتسباتها ومع تقدم الحرب الدائرة قرب باب المندب فإن طاولة المفاوضات سوف تصبح جاهزة والحوار سوف يجري من فوقها ولكن هل سيكون على رؤوس اللبنانيين؟
تجيب الاوساط بالقول انه لا شك ان التوتر الامني قادم على لبنان وفق المعلومات المتوافرة لدى اكثر من جهة امنية وحزبية وتحضيرات الجهات الاصولية قائمة على قدم وساق على الحدود الشرقية وفي عمل الخلايا القائمة في الداخل اللبناني تتواكب مع الحماوة التي سترافق الوضع في سوريا واليمن، ولكن هذه الاوساط لا تعتبر ان حالات من المتاريس سوف تكون قائمة بفعل عدم توازن القوى انما حقيقة الامر ان نوايا التفجيرات والاعمال الانتحارية لم تعد تفي بالغرض والحاجة حسب هذه الاوساط للراغبين في الفتنة هي مسألة الاغتيالات السياسية والتي تفعل فعلها اكثر من مجرد تفجير سيارة مفخخة وتقول هذه الاوساط ان تسريب بعض الاسماء المعرضة للاغتيال ما هو سوى عملية تهذيب للعمليات الاكبر التي يراد من خلالها احداث اكبر قدر من الانقسام اللبناني المذهبي الذي يودي بالبلاد نحو الفتنة الحقيقية وهذا الامر بالذات يشكل برنامج عمل لسيناريو متكامل يبدأ باغتيال محدد لشخصية نافذة يمكنها ان تحرك الشارع وهذا هو المطلوب ضمن هذه المعمعة الدولية وان احدا من الدول لن يهتم لأمر لبنان مع اشتعال دول بأكملها واقتراب شهر حزيران وبمعنى اخر فإنه كلما اقترب موعد هذا الشهر سوف تشتد الازمات الامنية ما قبل موعد نهايته. فالمطلوب حسب هذه الاوساط ليس كسر ايران في اليمن وحسب انما وفي غياب حصة الجمهورية الاسلامية في المنطقة فالامكانية موجودة لخلع الباب اللبناني الموصد في وجه الفتنة منذ زمن بعيد وهذا ما يربك حليف ايران الاساسي في لبنان وهو حزب الله مع العلم ان اي خطة غير واضحة المعالم لارضاء حلفاء اميركا في لبنان ومدى ذهابها الى ابعد من الخليج وصولا الى سوريا.
يبقى على اللبنانيين كي لا يدمروا بلدهم على رؤوسهم ان يتم تبريد بعض الادمغة الخاوية قبل فوات الاوان.