IMLebanon

سليماني في الفلوجة

هذا العنوان ليس كلام جرائد بل هذا الكلام جاء مع صورة تبيّـن قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني بين «الحشد الشعبي».

السؤال الذي يطرح نفسه ماذا يفعل الايراني واللواء في الحرس الثوري في العراق، هذا أولاً.

ثانياً: يفتخر أو يفاخر كما يظهر في الصورة بطريقة جلسته بين مجموعة من القتلة كما يظهر في الصورة أي أن الصورة تتحدث عن الإجرام والقتل والذقون الطويلة والأشكال التي تدل على الحقد والإجرام.

ثالثاً: وهو الأنكى، أنّه صرّح ويصرّح غير مرة بأنّ إيران تدعو الى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق ناسياً او متناسياً ماذا يفعل هو ومجموعته المسلحة في العراق وفي سوريا.

رابعاً: يقول سليماني إنه يريد تحرير الفلوجة من «داعش»، ونحن نسأله: مَن كلفه بهذه المهمة ومَن سمح له أن يأتي الى العراق على رأس مجموعة مسلحة إيرانية ليقاتل الى جانب «الحشد الشعبي»، أي الى جانب الميليشيات الشيعية العراقية التابعة لولاية الفقيه، أي التابعة للفرس؟!.

مجرّد وجود قاسم سليماني وجيشه الفارسي الشيعي يعني أنّ الحرب في العراق هي حرب شيعية – سنية وإلاّ ما علاقة سليماني بموضوع «داعش» أو غير «داعش»؟ وأين الجيش الوطني الشعبي العراقي؟ هل ذهب الجيش العراقي في نزهة؟ هل أصبح الجيش العراقي جيش الشيعة والفرس؟

هل تخلّى الجيش الوطني عن مهمته الوطنية؟!.

صحيح أنّ كل مسلم وطني معتدل يحب الإسلام يرفض كل الحركات الاسلامية المتطرفة خصوصاً «داعش».

على كل حال، مَن يريد أن يحارب «داعش» لا يحاربها بمتطرفين أولاً، وفرس ثانياً، ثم يدّعي أنه يريد أن يحرر العراق من المتطرفين!

إذا كان «داعش» تنظيماً متطرفاً فهل «الحشد الشعبي» من المعتدلين؟

وإذا كان «داعش» متطرفاً فماذا يفعل جنود ولاية الفقيه في العراق؟

مجرّد مجيء الفرس الى العراق يعني أنّ الحرب تأخذ منحى طائفياً أي الفتنة بين أهل السُنّة والشيعة.

وهنا لا بد من توجيه رسالة الى القيادة التي تدّعي أنها وطنية في العراق، فنقول لها: إذا كنتم تريدون فعلاً محاربة «داعش» أو الذين تسمّونهم متطرفين فالاولى أن تكون الحملة العسكرية فقط من الجيش العراقي دون سواه.

لا يمكن القضاء على «داعش» إلاّ بجيش وطني عراقي منبثق من حكم وطني يجمع جميع الأطياف من سُنّة وشيعة ولا مانع أن ينضم إليهم الأكراد.

أمّا إذا كنتم تظنون أنّ «الحشد الشعبي» من الشيعة المتطرفين مع الفرس الإيرانيين يريدون أن يحرروا «الفلوجة» فإنّ مذابح كبيرة سوف ترتكب في العراق وهذا الحكم والحكم المقبل لن يكون وطنياً ولن تهدأ الأمور، وهنا علينا أن نتذكر أفغانستان.

عوني الكعكي