IMLebanon

طائرة «السوبر توكانو»… وأهميتها القتالية

 

في زمن الحديث عن العقوبات، والكلام عن مشاريع قوانين امام الكونغرس حول المساعدات العسكرية للجيش اللبناني، والتسريبات الخبيثة عن وقف لها او تجميد، ارتباطا بتصفية حسابات اميركية مع بعض دول الاقليم، جاء تسليم طائرتي «السوبر توكانو» ليقطع الشك باليقين ويضحد كل الاشاعات، ويؤكد مرة جديدة على ان مسيرة تسليح الجيش وتطويره مستمرة دون معوقات تذكر، كره الحاسدون ام رضوا.

وبما ان صفة التشكيك باتت ملازمة للبناني نتيجة ما خبر من فساد ونهب وصفقات في ادارات الدولة ومرافقها، زاد اصحاب النيات السيئة في الفترة الاخيرة من التصويب على اداء قيادة الجيش تارة مستهدفين الاصلاحات الداخلية في المؤسسة، وطورا الخطة التسليحية، وفي كلا الامرين محاولات واضحة للتشكيك في المؤسسة العسكرية وانجازاتها على الحدود وفي الداخل.

فقبل التشكيك في اتفاقية شراء دبابات الـ«ام60» من الاردن،خرج منذ اشهر من يشكك بصفقة طائرات «السوبر توكانو» تحت عناوين لم تنطل على احد يومها، اذ جاء الجواب عليها من قبل خبراء القانون الدولي والعالمين بعمل شركات التصنيع العسكري العالمية .

تعتبر طائرة «السوبر توكانو» المعروفة ايضا باسم «اي.ام.بي 314»، وكذلك ايضا  ALX و«A-29 » انها طائرة مخصصة للإسناد الجوي في العمليات البريّة، وهي طائرة سريعة الحركة مجهزة بمحرك توربيني ذي مروحة واحدة في مقدمة الطائرة، تنتجها شركة «امبراير» البرازيلية، بوصفها طائرة هجوم خفيفة، بحسب تعريف الشركة، تتمتع بمدى بعيد وباستقلالية في العمل، تستخدم في مكافحة حركات التمرد والمنظمات الارهابية.

وصممت الـ «- A-29 بمقعد او مقعدين، تبلغ سرعتها 593 كيلومترا في الساعة، ومدى تحليقها  4820كيلومترا،كما بامكانها الهبوط على مدارج قصيرة تفتقر إلى البنى التحتية اللازمة.

زودت «التوكانو» بنظام الملاحة «أفيونيكس» فضلا عن اجهزة الكترونية متطورة تساعدها في تأدية مهامها، فضلا عن عدد من المستشعرات التي تؤهلها للحرب الحديثة، تم تسليحها بمدفع رشاش من عيار 12.7 ملم، وحاضن مدفع رشاش عيار 20 ملم عند بطنها، وكذلك قواعد اطلاق صواريخ من عيار 70ملم، فضلا عن امكانية تجهيزها بقنابل ذكية وصواريخ هيلفاير، وصواريخ «سايدويندر» جو – جو،رغم انها ليست طائرة اعتراضية.

وبحسب مصادر مطلعة على تفاصيل الاتفاق الاميركي – اللبناني، فان الطائرات اللبنانية تم تجهيزها وتسليحها في قاعدة «مودي» التابعة لسلاح الجو الاميركي في ولاية جورجيا من بين 18 طائرة ،حصة لبنان منها ستة، فيما ال 12 الاخرى ستسلم لافغانستان،وقد حضر العماد جوزاف عون خلال زيارته الاولى الى الولايات المتحدة الاميركية احتفال تخريج عدد من الطيارين اللبنانيين الذين انهوا تدريباتهم على قيادة هذه الطائرات. وبحسب الاتفاق الموقع فان لبنان سيتسلم بداية طائرتين ذات مقاعد مزدوجة وهي وصلت الى لبنان فعليا، على ان يستلم اربعا اخرى مع حلول ايار 2018.

وكشفت المصادر ان تمويل صفقة الطائرات سيتم من المليارات الثلاثة التي كان سبق للمملكة العربية السعودية ان تبرعت بها لتسليح الجيش اللبناني،التي صرف منها حوالى 20% من المبلغ، قبل ان يقرّر الاميركيون اكمال المساعدة العسكرية للجيش بعد توقف الهبة، وتابعت المصادر بان فريقا لبنانيا من التقنيين والعسكريين والمهندسين اجرى تقييما ودراسة معمقة قبل اختيار الطائرات، استنادا الى المهمات المطلوبة والامكانات المتوافرة، وتم على هذا الاساس اختيار انظمة التسليح ، فجهزت بكاميرا حرارية مزوّدة بموّجه ليزر لتوجيه الصواريخ والقنابل الذكية من طراز APKWS من انتاج شركة «بي.ايه.اي سيستمز»، بالإضافة إلى أنظمةالكشف عن إطلاق الصواريخ من نوع  AN/AAR- 60v2 وموزعات مضادة من نوع  AN/ALE- 47 ، بناء لطلب لبنان، ووضع software خاص بهذا الامر لتكون المرة الاولى التي يتم فيها استخدام هذه التقنية على هذا النوع من الطائرات.

تجدر الاشارة هنا الى ان هذه التقنية لفتت الجنرال براون وهو نائب قائد القيادة المركزية الاميركية الذي زار لبنان منذ نحو شهر، خصيصا للتعرف الى تقنية الجيش في استخدام الاسلحة الذكية في معركة فجر الجرود، اي مزاوجة سلاح الطيران مع سلاح المدفعية، وطلب نسخة مكتوبة عنها (توجيه الليزر من الجو لمساعدة سلاح المدفعية على ضرب الاهداف بشكل مباشر). وهي تقنية ابتكرها سلاح الجو في الجيش اللبناني وتم استخدامها في معركة فجر الجرود حيث أثبتت فاعليتها ونجاحها في اصابة 95% من الاهداف.

وبحسب مصادر عسكرية فقد تم تدريب 6 طيارين لبنانيين في اميركا مدة 8 اشهر، اضافة الى 20 فنياً تقنياً بكل ما يتعلق بصيانة الطائرات، سيعودون الى لبنان نهاية هذا الشهر، وسيتم ارسال 6 طيارين جدد مطلع الشهر المقبل. علما ان نهاية الشهر الحالي ستشهد احتفال تسليم الطائرتين بشكل رسمي ضمن احتفال في قاعدة حامات يحضره وفد عسكري اميركي رفيع سيحضر خصيصا للمشاركة في الاحتفال من ضمنه قائد القوات الجوية في القيادة الوسطى.

اللافت وسط ذلك من تحليل الصور التي وزعتها قيادة الجيش للطائرات وهي جاثمة على ارض القاعدة الجوية اللبنانية امران، الاول تزويد الطائرات بخزانات وقود اضافية تحت الجانحين وتحت البطن تسمح لها بالطيران لمسافات بعيدة وطويلة، والثاني ان الطائرة كانت قيادة طيار اميركي بلباسه ذي اللون «البيج» وطيار لبناني ببزته «الزيتية». امران يؤكدان على ان تلك الطائرات وصلت الى لبنان عبر الجو في رحلة امتدت من قاعدة مودي في فرجينيا عبر عدد من المحطات، استمرت حوالى ثلاثة ايام، قبل ان تصل الى حامات.

ولكن لماذا قاعدة حامات الجوية؟ بداية تؤكد مصادر عليمة ان كل الاحاديث التي قيلت عن تجهيزات واعمال شهدتها قاعدة حامات الجوية لجهة استخدامها للتنصت ولإنزال قوات اميركية كانت محض كذب، وقد جاء الدليل القاطع ان ما شهدته القاعدة كان تجهيزها لاستقبال تلك الطائرات التي سيتخذ قسماً منها من حامات قاعدة لها فيما ستوزع الاخرى على رياق وبيروت، نتيجة اعتبارات عدة واستنادا الى ما خلص اليه تقييم معركة فجر الجرود، حيث تبين ان لكل قاعدة دورها من توفير سرعة حركة لتدخل تلك الطائرات، وفقا للدور المرسوم لها وللمهمات التي ستناط بسربها، الذي سيرفع من جهوزية سلاح الجو اللبناني.

بعيدا عن حملات التشويش وتهبيط الحيطان التي يحاول البعض النفخ في بوقها المثقوب، لايصال الرسائل الى اليرزة من قبل من لا يجرؤ على المواجهة، تستمر قافلة تسليح الجيش في السير ثابتة  لا تثنيها اصوات نشاذ من هنا او هناك. فرحلة الالف ميل بدأت معبدة بدماء ابطال استحقت مؤسستهم بفضلهم، التقدير والدعم.

فبالامس الـ«ام.  109» واليوم الـ «ام. 60 » و «السوبر توكانو» واللائحة تطول.