IMLebanon

مفاجآت آيوا

قال ناخبو ولاية آيوا كلمتهم، وأكدوا بعض الحقائق الانتخابية الجديدة التي كثر الحديث عنها في الاشهر الاخيرة قبل ان يدلي أي ناخب بصوته في سباق رئاسي تحدى الكثير من المسلمات القديمة. هناك رغبة عميقة في بروز مرشحين من خارج المؤسسة التقليدية للحزبين في واشنطن، وهذا يفسر الاقبال التاريخي على التصويت، وفوز السناتور الجمهوري تيد كروز ، الذي هزم دونالد ترامب بعدما رجحت فوزه معظم استطلاعات الرأي، كما يفسر النسبة الضئيلة للغاية التي فازت بها المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون 49,8 المئة في مواجهتها مع منافسها الاشتراكي برنارد ساندرز 49,6 المئة. عندما بدأت الحملة في آيوا قبل أكثر من ستة أشهر، كانت كلينتون متقدمة ساندرز بأكثر من 40 نقطة. كروز اصبح أول مرشح من أصل لاتيني يفوز بالولاية، وكلينتون المرأة الأولى تفوز فيها. الشباب والشابات الديموقراطيون صوتوا بغالبية كبيرة للمرشح ساندرز البالغ من العمر 74 سنة، وليس لكلينتون.

هزيمة ترامب، الثري الذي يدعي دوماً أن حياته هي سلسلة متواصلة من النجاحات، أظهرت مرة أخرى محدودية المال في ضمان فوز المرشح الغني، وأهمية الماكينة الانتخابية، والتواصل المباشر مع الناخبين، وخصوصاً في ولاية ريفية صغيرة، وهذا ما قام به منافسه كروز الذي استفاد أيضاً من كون ثلثي المشاركين الجمهوريين في الانتخابات من الانجيليين المحافظين الذين لم يرتاحوا كثيراً الى ترامب الذي كان “يخّبص” عندما كان يحاول الاقتباس من الانجيل، أو عندما كان يحاول اقناعهم بأنه مؤمن بالفعل مردداً “أنا مسيحي عظيم”.

المفاجأة في السباق الجمهوري كانت في احتلال السناتور ماركو روبيو المرتبة الثالثة (23 في المئة) التي وضعته في موقع قريب جداً من ترامب في المرتبة الثانية (24 في المئة) بعد كروز في المرتبة الاولى (28 في المئة) الذي عزّز ادعاء روبيو أنه المرشح الوحيد القادر على توحيد الحزب الجمهوري بمختلف اطيافه، كما عزز من فرصه لجذب تبرعات الممولين التقليديين للحزب بمن فيهم أؤلئك الذين استثمروا في حملة جيب بوش. واذا احتل روبيو المرتبة الثانية في ولاية نيوهامبشير التي ستصوت الثلثاء المقبل، عندها يمكن الحديث عن ان السباق الجمهوري بات محصوراً بثلاثة مرشحين: كروز وترامب وروبيو. والمرتبة السادسة التي احتلها جيب بوش (3 في المئة فقط)، وهو الذي انفق في آيوا أكثر من أي مرشح آخر على الدعايات، يعني انه اذا لم يحسن وضعه في نيوهامبشير سوف يكون من الصعب جداً عليه تبرير بقائه في السباق.

الاداء الجيد لساندرز في آيوا، واحتمال فوزه في نيوهامبشير، يعنيان انه حرم كلينتون تتويجاً مبكراً.