IMLebanon

مفاجآت القوات في المتن

 

تكثر استطلاعات الرأي في منطقة المتن الشمالي في محاولة لدراسة حركة الرأي العام تجاه الصوت التفضيلي وتوزيع المرشّحين واللوائح بناء على ما نص عليه القانون الجديد للإنتخابات النيابية.

وللمرة الأولى منذ تأسيسها، يسجّل لـ«القوات اللبنانية» حضور فاعل في ساحات المتن الشمالي على مستوى الإستحقاق النيابي. وتشير آخر المعلومات من مصادر مواكبة لحركة الترشيحات، أنه إلى جانب بروز المرشّح آدي أبي اللمع وتقدّمه في رحلته نحو النيابة بأرقام تأهيلية واضحة، فإن «القوات» تعمل على تشكيل نواة لائحة قد تشكّل صدمة إيجابية لأبناء المتن بسبب خروجها عن المألوف في كل الإستحقاقات الإنتخابية التي جرت في الماضي.

وأضافت المعلومات نفسها، أن هذه اللائحة تضم وجوهاً جديدة شابة ومستقلّة مالياً، وليست من أصحاب الثروات، وتملك مقوّمات علمية تمكّنها من استقطاب عنصر الشباب في المجتمع المتني، وتستطيع أن تسترجع ثقة الجيل الجديد، كما القديم، بالطبقة السياسية في لبنان.

وبعد استنكاف عرّاب المصالحة التاريخية بين المسيحيين، وأبرز مهندسيها، وزير الإعلام ملحم رياشي عن الترشّح، إلا بأمر من قيادة «القوات اللبنانية»، وذلك كما أعلن أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة، يبرز إسم الكاثوليكي ميشال مكتّف متقدّماً على سواه في اللائحة القواتية، وإلى جانبه المرشّح الماروني رازي وديع الحاج، والذي يشكّل حالة إستثنائية في المتن نتيجة حضوره ونشاطه على الصعيد الإنمائي، وامتلاكه أصواتاً تفضيلية من خارج الكادر القواتي، إذ يعمد من خلال جمعية «مستقلون» إلى تقديم بطاقة صحية بسعر زهيد، وتساهم في علاج من يحملها من أبناء المتن، مع الإشارة إلى أن عدد المشتركين فيها قد وصل إلى 4 آلاف مستفيد في العام الأول على إطلاقها، وقد نجحت هذه التجربة في تعزيز الإلتزام بينه وبين المواطنين المستفيدين من تلك البطاقة.

وبحسب المعلومات نفسها، فإن المرشّح ميشال مكتّف يتقدّم بقوة على سواه من البارزين كاثوليكياً، والذين قد يستفيدون من عدم ترشّح الوزير رياشي، كونه الأقوى كاثوليكياً، وذلك بحسب استطلاعات قامت بها أكثر من جهة متخصّصة في الأشهر الماضية، ليكون على اللائحة المستقلّة لـ«القوات». ويبرز في المنافسة الكاثوليكية آدي معلوف عن «التيار الوطني الحر»، وجورج عبود مستقلّ، والوزير السابق آلان حكيم، وهذه الأسماء تتقدّم على سواها.

وكشفت هذه المعلومات، أن مفاجأة «القوات» قد تكون في المقعد الأرثوذكسي، الذي كان محجوزاً للمحامي المرحوم الياس مخيبر، ليحلّ مكانه إبن عمه النائب غسان مخيبر، والذي يستبعده «التيار الوطني الحر» هذه المرة لصالح ترشيح الوزير السابق الياس بو صعب.

وتتحضّر أيضاً لوائح أخرى متنية منها لائحة النائب ابراهيم كنعان و«التيار الوطني الحر» ولائحة حزب الطاشناق والنائب ميشال المرّ، والتي قد تضم مرشحاً هو النائب السابق غسان الأشقر، ولائحة حزب الكتائب التي سيرأسها النائب سامي الجميل، والتي قد تضم مرشّحاً عن حزب الرامغافار، أو أي حزب أرمني آخر غير الطاشناق.

وفي موازاة ذلك، فإن أكثر من شخصية متنية تعمل للإنخراط في الإستحقاق، وهي تنقسم وفق ثلاثة منطلقات، الأول يشمل مرشّحين مستقلين يدعمون «التيار الوطني الحر»، لكن قيادة «التيار» أبلغتهم بأنها لا تستطيع ترشيحهم ودعمهم. أما المنطلق الثاني، فيضم شخصيات منضوية في «التيار»، ولكنها تبحث عن قوى سياسية أخرى للتحالف معها. أما المنطلق الثالث، فهو يشمل مرشّحين ينتمون إلى العائلات السياسية الأساسية في المتن كآل لحود مثلاً، التي يبرز فيها إسم القنصل نصري لحود، والمقرّب من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لا يطمح إلى الدخول في لعبة المنافسة للوصول إلى الندوة البرلمانية كهدف أساسي، ولذلك يتريّث، كون مبادئه وتاريخه لا يسمح له بالمناورة والتفاوض مع أحزاب أخرى لتحقيق أهداف إنتخابية آنية.

ويبقى السؤال الكبير حول إمكانات التحالف بين «التيار الحر» و«القوات»، أو «الكتائب» و«القوات»، والذي قد يعيد خلط الأوراق كلها، ويقلب لعبة الترشيحات رأساً على عقب.