IMLebanon

نظام الأسد مرتبط بوجود ميليشيات طائفية!!!  

 

 

جاء في إحدى وسائل الإعلام التابعة للمقاومة والممانعة، أنّ هناك قناعة عند الروس بأنّ نظام بشار الأسد يحتاج الى ميليشيا طائفية عقائدية متطرّفة ومسلحة لحماية النظام، لأنه لا يستطيع أن يحمي نفسه من شعبه.

 

أمام هذا الكلام المفاجئ بالنسبة لأهمية الدولة السورية كدولة، خاضت حرب 1973 ضد إسرائيل، ووصل الجيش السوري الى نهر الأردن، وأجبر إسرائيل على التراجع… ووقفت سوريا وحدها بعدما أعلن الرئيس أنور السادات في ثالث يوم من حرب عام 1973 بين تحالف «مصر وسوريا» وقف الحرب ضد إسرائيل لتحرير سيناء وتحرير الجولان وباقي الأراضي العربية التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967.

 

وعندما أعلن الرئيس المصري وقف القتال وأطلق يومذاك نداء يقول فيه إنّه لا يستطيع أن يحارب أميركا، بقيت سوريا وحدها ما اضطرها للإنسحاب من الخطوط الأمامية التي وصلت إليها… يومذاك جاء الجيش العراقي ودخل المعركة مباشرة وأوقف تقدّم الجيش الاسرائيلي، ولولا الجيش العراقي لسقطت دمشق.

 

هذا الجيش السوري الذي دحر إسرائيل أين هو اليوم؟ ولماذا تعترف الدولة الروسية بأنّ هذا الجيش لم يعد موجوداً؟ وأنّ النظام السوري صار بحاجة الى حماية.

 

هذا يعني أنّ هذا النظام قد سقط، ولو كان هذا النظام مقبولاً من شعبه فإنّه لن يكون بحاجة الى أي حماية خارجية.

 

والغريب العجيب أنّ هذه الميليشيا المتطرفة والطائفية تكره الشعب السوري، وتخوض ضدّه معركة طائفية بدعم من ميليشيات طائفية شيعية عراقية، مدعومة أيضاً من الدولة الشيعية التي تدّعي انها «الدولة الإسلامية»، لكنها في الحقيقة لا تؤمن إلاّ بعودة الامبراطورية الفارسية، ونذكّر بأنّ هذا المشروع جاء مع خلع الشاه من قِبَل الاميركيين والمجيء بآية الله الخميني، الذي كان هارباً في النجف، خائفاً من نظام الشاه، فأُخِذَ الى فرنسا وتمّ ترتيب أوضاعه ومُهّدَ لعودته الى طهران بعد هرب الشاه.

 

وهكذا عاد آية الله الخميني ليفرض على إيران نظام الملالة عام 1978. وبعد سنتين فقط قام الخميني بإعلان الحرب على العراق بحجّة التشيّع، وكأنّ أهل السنّة في العراق ليسوا مسلمين، واستمرت هذه الحرب 8 سنوات دُمّرت فيها إيران كما دُمّر العراق..

 

وفي النهاية أُعْلِنَ وقف إطلاق النار، وأَعْلن آية الله الخميني أنه «يشرب كأس السم» لإعلانه وقف إطلاق النار بين العراق وإيران.

 

لقد كانت الخسائر لدى الطرفين كبيرة جداً أكثر من ألفي مليار دولار أُهْدِرت، وتمّ تدمير قسم كبير من الجيش الايراني وتدمير قسم كبير من الجيش العراقي أيضاً.

 

نعود الى حاجة النظام السوري الذي كان جيشه ثالث أقوى جيش في المنطقة فصار عاجزاً عن حماية النظام في سوريا. والسؤال الكبير لماذا صار هذا التحوّل؟ وما الذي تغيّر؟

 

الذي تغيّر هو أنّ النظام السوري اليوم لم يعد نظاماً وطنياً بل صار نظاماً طائفياً متطرفاً تابعاً لولاية الفقيه في إيران، أي أنه لم يعد عربياً بل أصبح فارسياً. فلو كان وطنياً فإنّه ليس بحاجة الى أي حماية، لأنّ الشعب هو الذي يحمي النظام.

 

من ناحية ثانية، تفيد المعلومات أنّ الروس أعلموا وفد «الحزب العظيم» الذي كان يزور موسكو، أنّ روسيا غير راضية عن الأعمال العسكرية والغارات التي يقوم بها الطيران الاسرائيلي على الأراضي السورية، مستهدفة القوافل التي تنقل الأسلحة من سوريا الى لبنان، والتي يرسلها الجيش الايراني وجيش الحرس الثوري وحماية «فيلق القدس» للحزب العظيم.

 

بالله عليكم، أبَعْدَ 7 سنوات من الغارات شبه الأسبوعية، وبعد مقتل مئات العناصر من الحرس الثوري الايراني، والجيش الايراني وميليشيات «الحزب العظيم»، وبقايا الجيش السوري من العلويين، يقول المسؤول الروسي الكبير إنّ إسرائيل لم تحقق كل الأهداف، وأنّ قسماً من الاسلحة استطاع أن يصل الى لبنان.

 

وهنا نتساءل: لو كانت روسيا غير موافقة على «عربدة» طيران العدو الاسرائيلي فوق سوريا، وبوجود قواعد عسكرية روسيّة، في قاعدة حميميم وقاعدة الطيران في اللاذقية وقواعده في طرطوس، لو أراد الروس منع إسرائيل، فالسؤال هل تستطيع أم لا تستطيع؟

 

يبدو اننا أصبحنا بلا «عقل» لو صدّقنا أكاذيب روسيا التي هي على أفضل العلاقات مع إسرائيل، وكل كلام غير ذلك هو من قبيل الضحك على «الذقون»… وأنهم بأضاليلهم هذه يريدون أن نصدّقهم، فنفقد وطنيتنا وديننا.