IMLebanon

حكايات باهتة… اقلبوها!

يغدو منطق تبرير الصفقات والتفاهمات والتوافقات مضحكاً حين يراد تسويقه أمام الرأي العام على قواعد تلميع الصورة السياسية وليس وفق منطق تطور الظروف والضرورة. ينطبق ذلك بشكل عام على التقلبات التي شهدناها منذ تشرين الثاني الماضي مع ولادة مفاجئة لترشيح النائب سليمان فرنجيه مرورا بالولادة الاخرى المباغتة لترشيح العماد ميشال عون بلوغاً الآن الى معارك الكر والفر في السباق اللاهث بين المرشحين وداعميهما. لا ندري كم يعني للبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا بعد ان تفتح “ملفات وراء الشاشة وأمامها” في ما يعود الى الظروف التي أنضجت هذين الترشيحين فيما هما سقطا على رؤوس الناس من دون اي استئذان او تمهيد. ولا نظن ان احداً كان في وارد لوم “المردة” و”القوات اللبنانية” لأنهما في ظرف محدد ناقشا احتمال ترشيح الزعيم الزغرتاوي للرئاسة ما دام الأصعب والاخطر المتصل بتجاوز تاريخ دموي قد تحقق. كما ليس في ظننا ان لبنانياً صافياً يمكنه ألا يبتهج بمصالحة تاريخية بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” وضعت حدا للحرب الاهلية الأخطر في تاريخ المسيحيين حتى مع الربط الملتبس الذي حصل بين هذا الإنجاز وترشيح العماد عون. مفاد ذلك انه آن الاوان كي تدرك القوى المسيحية انه بات محظورا مع تجاوز متاريس نفسية مزمنة من العداوات بفعل تسويات بهذا الحجم العودة واعادة الرأي العام اللبناني الى ما دون الصفر لمجرد ارتكاب “زلات لسان” وعودة “الطبع الاقوى من التطبع”. اذ ان أمن الناس ووضعهم أمام طي صفحات هي الأسوأ في تاريخ البلد ليس مسألة “نفوذ” حزبي او مزاجي خاضعة لموجات الهبوط والصعود في السباق الى بعبدا. وفي ابسط الاحتمالات لا نظن ان اي فريق حزبي مسيحي لا يدرك معنى العبث الغبي بشارع يختزن كل انواع الخيبات والإحباطات في هذه المرحلة تحديدا وما بعدها، فيما تتنامى الأخطار التي تتهدد الرئاسة ونفوذ طائفتها وجماعتها والنظام كله بفضل من حراس الهيكل اسوة بمسترهني النظام ومصير البلاد. لقد سمعنا الكثير وسنسمع اكثر على الارجح عن محاضر ليالي السمر بين المتفاوضين الأعداء بعدما كسروا شوكة العداء. صفقنا سابقاً وسنبقى نصفق للمصالحات ولا نظن ان احدا سيحاسب الأبطال المتصالحين لأنهم تداولوا احتمالات من هنا وهناك في صفقات سياسية وحزبية وحتى شخصية. ولكن، حذار ان يتراءى لأبطال التسويات في الآتي من معاركهم ان احداً سيبقى معنياً بسجال الروايات التي ستغدو كحكايات باهتة لا تعني الا مطلقيها في سجالات العقم خصوصا متى تناسى بعضهم او جميعهم ان تحريك العصبيات على نار هذه الحكايات سيسقط كل ما اتحفونا به في الأشهر الاخيرة، بما فيها صفقاتهم.