IMLebanon

تيمور في قلب المعارضة… وبوغدانوف يطمئن جنبلاط 

 

يسلك الدور الروسي طريقه في لبنان، ولكن بهدوء وبعيداً عن الأضواء، ودون أن يكون مؤثراً، فموسكو قادرة على تسجيل أي خرق على صعيد الاستحقاق الرئاسي وإخراج لبنان من أزماته، ولكن وفق المعلومات والمعطيات التي ينقلها مقرّبون من العاصمة الروسية، فإن آخر المعلومات المتوفّرة تشير إلى أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف يقوم باتصالات مع بعض السفراء العرب المعتمدين في موسكو، بغية حضّهم على المساعدة ودعم رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية. أما على صعيد اتصالاته في لبنان، فالمكالمة الهاتفية الأخيرة كانت مع رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط، ولكنها كانت مكالمة وجدانية أكد خلالها بوغدانوف على عمق العلاقة بين روسيا والمختارة، وطمأن صديقه جنبلاط بأن أي تسوية، أو ما جرى مؤخراً من عودة للعلاقات العربية مع سوريا، لن يكون على حسابه، وأن روسيا حريصة على استمرار هذه العلاقة القديمة العهد.

 

اما في الموضوع الرئاسي، فتقول المعلومات إن بوغدانوف يدرك موقف وخصوصية جنبلاط ، ولهذه الغاية لم يكن هناك من بحث سوى انحصار الاتصال بالمجاملات وما يجمع الطرفين، وقال نائب وزير الخارجية الروسي لصديقه زعيم المختارة، أن التقارب بين العرب وسوريا وعودة الأخيرة إلى الجامعة العربية، يساعد ويساهم في الحل السياسي في سوريا.

 

في سياق آخر، وحول الموقف الجنبلاطي ، تقول مصادر مقربة منه ، ان هناك إعادة ترتيب أوضاع بين الحزب “الاشتراكي” وحلفائه، وهذا ما سيفعِّل قوى المعارضة، الأمر الذي يُذكِّر بصيغة 14 آذار، الأمر الذي بدأ يقوم به رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط، من خلال لقاءات مع المعارضة واجتماعات مفتوحة لفريقه السياسي، وهذا مؤشّر على نهج جديد بدأ ينتهجه جنبلاط الابن، والذي سيشهد محطات لافتة في الأيام المقبلة.

 

وبالتالي، فإن موقف جنبلاط الابن من الاستحقاق الرئاسي سيكون مدروساً ومتناغماً مع المعارضة، حيث هناك المثلّث المسيحي “القواتي” و”العوني” و”الكتائبي”، وسيضاف إليهم “الاشتراكي” ومستقلون، الأمر الذي قد يشكل توازناً كبيراً من شأنه إعادة خلط الأوراق الرئاسية والسياسية. وينقل وفق االمصادر، أن أكثر من شخصية مسيحية أو معارضة هم على تواصل مستمر مع رئيس “اللقاء الديموقراطي”، الذي يتحضّر للاستحقاق الحزبي في 25 حزيران المقبل، إذ وبعيداً عما يقال عن مفاجآت أو إعادة نظر لموقف جنبلاط الأب من هذا الاستحقاق، فذلك لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة، لأن الأمور ومن خلال الاستعدادات الجارية من قبل كبار القياديين في “الاشتراكي”، فانه سيتم انتخاب تيمور رئيساً للحزب، إلى مجلس قيادي جديد يطغى عليه العنصر الشبابي، بمعنى أن هناك استراحة وانتهاء لدور الحرس القديم في الحزب.

 

وفي مجال آخر، يبقى أن الأيام القليلة المقبلة ستكون مفصلية على الصعيد الجنبلاطي، فهل سيقدم وليد جنبلاط على اتخاذ موقف سياسي كبير من الاستحقاق الرئاسي والوضع العام في البلد؟ أم أنه سيترك هذا الموقف ليتلوه خلال الجمعية العامة للحزب في الخامس والعشرين من حزيران المقبل؟ وهل بات تيمور هو من سيتخّذ القرار النهائي من الاستحقاق الرئاسي، والذي، وفق المعلومات المؤكدة، سيكون متناغماً وبالتلازم مع ما ستقرّره قوى المعارضة، أي لن يكون وسطياً أو سيبقى على الحياد، إنما المؤشرات تؤكد انه في اتجاه التنسيق والتواصل مع قوى المعارضة، حيث المقربون منه وممثلوه على تواصل يومي مع هذه القوى، وتحديداً المسيحية بشكل عام.