IMLebanon

وقاحة “طهران تايمز”

 

مخطئ من يعتقد أن صحيفة “طهران تايمز” هي شقيقة “the times” البريطانية المولودة في ثمانينات القرن الثامن عشر، ولا هي ابنة عم صحيفة “نيويورك تايمز” أو “نيوزيلنده تايمز” لا سمح الله. في أفضل الأحوال هي ابنة “بعث تايمز” وأخت The Pyongyang Times وابنة عم “العراق دايلي” في عهد صدّام حسين. فإن كان هذا أفضل الأحوال دعكم من “الأسوأ”.

 

تأسست صحيفة “طهران تايمز” في أيار من العام 1979، أي مع بزوغ فجر الحريات مع الإمام الخميني، وتعرّف الصحيفة الإيرانية نفسها كـ “صوت المظلومين في العالم” في إيران وسائر المعمورة. من هذا المنطلق الإنساني، لا من باب دس أنفها في ما لا يعنيها، شنت الصحيفة الغرّاء حملة على المصرف المركزي في لبنان الذي “سلّم واشنطن المفتاح الرئيسي، وتطوع لمراقبة مواطنيه نيابة عن مبعوثي وزارة الخزانة الأميركية الذين قضوا بضع ساعات فقط في بيروت قبل إصدار أحدث مجموعة من الوصايا المالية”.

 

بمعزل عن تخرّصات كاتب المقال /البوق/ الدمية فبعض إجراءات المصرف المركزي اللبناني تأتي في سياق قطع الطريق على عزل لبنان ماليًا كما عُزلت إيران التي تعاني تضخمًا جاوز الـ 45 بالمائة كما إن 45 مليون إيراني موجودون في دائرة الفقر. وبخصوص العملة في جمهورية الملالي فقد اتُخذ قرار بحذف 4 أصفار بعد موافقة مجلس صيانة الدستور كون القرار لا يتعارض مع معايير الشريعة والدستور الإيراني. بيت الصحيفة من زجاج تبصق عليه ينكسر.

 

في المقال نفسه استنتج كاتب “طهران تايمز” الليبرالي النزعة “أن كل صرّاف (لبناني) تحول بفعل تعاميم مصرف لبنان إلى مكتب استخبارات مصغر” واصفًا المطالب، أي التصريح عن أي تحويل يتعدى الألف دولار، بأنها “تطفلية وتعسفية”. كنا بكل مواطن خفير صرنا بـكل صراف مخبر.

 

وتخلص الصحيفة إلى أن “في نهاية المطاف، الأمر لا يتعلق بألف دولار، بل بالسيطرة والتبعية والتطبيع الهادئ للتدخل الأجنبي المُتستر وراء ستار الامتثال”. من باب الزمالة أسأل الكاتب الفهيم بقلب ينبض اعترافًا  بالجميل: من فوّض إيران التدخل، عبركم، في شأن سيادي يخص إدارة لبنانية لها قانون يرعى عملها؟ وبأي صفة تدعم إيران مؤسسات تمارس عملًا بما يناقض الترخيص المعطى لها؟ أكان على حاكم مصرف لبنان الدكتور كريم سعيد استشارة مجلس صيانة الدستور قبل إصدار تعاميمه؟

 

ختامًا  إن تجرّأ الكاتب “المعلّب” ورئيس التحرير علي أكبر جناب زاده، أن يجيبا على هذه الأسئلة قد يتحسن ترتيب إيران بالنسبة إلى مؤشر حرية الصحافة، حيث تقبع حاليًا في المركز 177 من أصل 180. التحسّن يعني التقدم إلى المركز 176 ليس أكثر!